باتت الطبيعة تقسو على بقاع العالم أجمع وذلك بسبب تداعيات التغير المناخي وأثارها القاسية على كل مناحي الحياة ول

قارة أفريقيا,الاحتباس الحراري,التغير المناخي,الطبيعة



أخضر: أفريقيا تحاسب على أخطاء الغير.. القارة السمراء تواجه طوفان التغير المناخي

FirstBank

باتت الطبيعة تقسو على بقاع العالم أجمع، وذلك بسبب تداعيات التغير المناخي وأثارها القاسية على كل مناحي الحياة، ولم تكن قارة إفريقيا بمنأي عن أثار وتداعيات الاحتباس الحراري.

وتُعد القارة السمراء الأكثر تأثرًا بالتداعيات السلبية الناتجة من التغير المناخي، وذلك على الرغم من أنها الأقل تسببًا فيه؛ حيث إنها مسؤولة عن نحو (2-3%) فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وهو ما تعكسه لغة الأرقام بشكل واضح، حيث واصلت أفريقيا تسجيل ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة، وذلك بمتوسط نمو يقدر بنحو (+0.3) درجة مئوية لكل عقد بين عامي 1991 و2021، وهو ما يعد أسرع من معدل الاحترار الذي حدث بين عامي 1961 و1990؛ حيث بلغ (+0.2) درجة مئوية لكل عقد، وقد جاء عام 2021 ثالث عام من حيث معدل الحرارة المرتفع المسجل لأفريقيا تاريخياً.

وتعاني القارة السمراء من تنامي ارتفاع مستوي سطح البحر، حيث يعد معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على طول السواحل الأفريقية أعلى من المعدل العالمي، وبالأخص على طول البحر الأحمر وجنوب غرب المحيط الهندي؛ حيث يقترب من (4) ملم في السنة، تليها سواحل تنزانيا وموزمبيق، والساحل الشرقي لجنوب أفريقيا؛ حيث يتجاوز المعدل (3.9) ملم في السنة.

كما أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر على طول السواحل الغربية لجنوب أفريقيا وناميبيا أعلى بكثير من المتوسط العالمي؛ حيث يصل إلى نحو (3.9) ملم في السنة، كما يتجاوز المعدل (3.6) ملم في السنة على طول سواحل المحيط الأطلنطي لشمال غرب أفريقيا ومنطقة خليج غينيا من الجابون إلى أنجولا والصومال.

فيما شهدت سواحل غرب أفريقيا معدل ارتفاع في مستوى سطح البحر قريباً من المتوسط العالمي؛ وذلك بمعدل يبلغ (3.3) ملم في السنة.

والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يستمر الارتفاع النسبي في مستوى سطح البحر في المستقبل؛ ما قد يسهم في زيادة وتيرة وشدة الفيضانات الساحلية في المدن المنخفضة وعلى طول معظم السواحل الرملية وزيادة ملوحة المياه الجوفية.

ولا يمتد تأثير التغيرات المناخية عند ذلك الحد فقط، حيث أنها تحدث اضطرابات فى فى معدل سقوط الأمطار لدى القارة السمراء، وكان عام 2021 خير دليل على هذا، حيث شهدت القارة حينها ظروفاً من عدم الاستقرار بشأن معدل سقوط الأمطار، الذى جاء أقل من المعتاد في معظم أنحاء شمال أفريقيا، وبالأخص في المناطق الساحلية من المغرب وتونس وشمال غرب ليبيا.

وكذلك في إقليم الجنوب الأفريقي نجد أن ثمة عجزاً ملحوظاً في معدل هطول الأمطار يزيد عن (160) ملم عبر شرق أنجولا وزامبيا وزيمبابوي ووسط موزمبيق على طول ساحل جنوب أفريقيا.

كما يؤثر التغير المناخي على كافة عوامل التنمية المستدامة وأهدافها الأساسية والتى من بينها الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي.

ويشكل تراجع مستويات الأمن الغذائي أحد جوانب التأثير المصاحبة للتغير المناخي في أفريقيا؛ حيث ساهم ارتفاع درجات الحرارة في انخفاض نمو الإنتاجية الزراعية في أفريقيا بنسبة تصل إلى نحو (34%) منذ عام 1961؛ وذلك على نحو يفوق أي منطقة أخرى في العالم.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل؛ الأمر الذى يزيد مخاطر انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في أفريقيا؛ حيث إنه من المحتمل أن يصل الاحتباس الحراري إلى مستوى (1.5) درجة مئوية مصحوباً بانخفاض بنسبة (9%) من محصول الذرة في غرب أفريقيا، و(20%–60%) من محصول القمح في إقليمي الجنوب والشمال الأفريقيين، وأكثر من نحو (12%) من محصول الصيد البحري في العديد من بلدان غرب أفريقيا.

كما سيكون لتغير المناخ آثار خطيرة على الوظائف وإنتاجية العمل في قطاع الزراعة؛ ففي إقليم أفريقيا جنوب الصحراء الذي يعمل في إطاره نحو (55%–62%) من القوى العاملة في الزراعة، نجد أنه من المتوقع أن تنخفض قدرة العمل في الزراعة بنسبة (30-50%) مقارنة بالفترة الزمنية (1986–1995)؛ وذلك مع ارتفاع مستوى الاحتباس الحراري بمقدار (3) درجات مئوية.