كشفت مجموعة QNB في تحليلها الاسبوعي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ظل يسعى إلى عكس نهجه طويل الأمد المتمث

مجموعة QNB,بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي,سياسة نقدية



مجموعة QNB: إلى أين يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؟

FirstBank

كشفت مجموعة QNB في تحليلها الاسبوعي، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ظل يسعى إلى عكس نهجه طويل الأمد المتمثل في تطبيق سياسة نقدية مُيسرة للغاية منذ شهر مارس من العام الماضي.

وأضاف التحليل، أن الارتفاع في معدلات التضخم أجبر الاحتياطي الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وشكل ذلك بداية واحدة من أكبر دورات التشديد النقدي المفاجئة في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار التحليل، إلى أنه بعد توقف قصير الأمد في جولات رفع أسعار الفائدة في أعقاب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو، قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في آخر اجتماع له أواخر الشهر الماضي.

وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة مره أخرى بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة، ويمثل الزيادة الحادية عشرة حتى الآن في هذه الدورة، بما في ذلك الزيادات الكبيرة بواقع 75 نقطة أساس في النصف الثاني من عام 2022. 

وبلغت قيمة هذه الزيادات 525 نقطة أساس ليستقر سعر الفائدة الأساسي على الأموال الفيدرالية عند 5.25-5.5%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً.

وأوضح التحليل، أنه في حين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ظل يعدل وتيرة دورة التشديد منذ ديسمبر 2022، مع زيادات أكثر اعتدالاً في أسعار الفائدة وحتى التوقف المؤقت في يونيو، لا تزال حالة عدم اليقين قائمة. 

وأضاف، أنه لا يزال هناك نقاش مستمر حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعداً لتخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة، أو التوقف لفترة أطول عن زيادتها أو حتى تغيير سياسة أسعار الفائدة عاجلاً وليس آجلاً في مطلع عام 2024.

واكتسب الجدل مزيداً من الزخم، حيث جاءت بيانات التضخم الأخيرة أدنى مما كان متوقعاً، مما يشير إلى تحول سريع باتجاه النسبة الرسمية المستهدفة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي تبلغ 2% نتيجة تغيير أسعار الفائدة. في الواقع.

وبلغ مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي ذروته عند 9.1% في يونيو 2022، قبل أن يتراجع إلى 3% في أحدث إصدار.

ويتوقع المشاركون في السوق بأغلبية ساحقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أنهى دورة رفع الأسعار وأن عملية تخفيض أسعار الفائدة ينبغي أن تبدأ في الربع الأول من عام 2024 وأن تستمر على مدار العام. 

وأشار جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن القرارات المستقبلية يجب أن تعتمد أكثر على البيانات.

وأوضح التحليل، أنه على الرغم من التقدم السريع في خفض التضخم خلال الأشهر القليلة الماضية، يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يميل إلى التشديد وسط حالة من عدم اليقين، وربما يرفع أسعار الفائدة أكثر هذا العام، وهناك ثلاثة عوامل رئيسية تدعم موقفنا.

أولاً، لا يزال الاقتصاد الأمريكي يعاني بشكل كبير من فرط النشاط وذلك لا يترك مجالاً للتساهل، ويشير معدل استخدام الطاقة الإنتاجية في الولايات المتحدة، الذي يتم قياسه مع الأخذ في الاعتبار حالة سوق العمل بالإضافة إلى تراخي القطاع الصناعي، إلى أن قيود الطاقة الإنتاجية لا تزال قائمة.

ويوجد حالياً طلب أعلى على العمالة مقارنة بعدد العاملين المتاحين، في حين أن النشاط الصناعي يتجاوز اتجاهه طويل الأجل. 

وقد تؤدي هذه الظروف إلى زيادات سريعة في الأسعار في حالة تعافي أسعار السلع أو تسارع الاستهلاك المحلي، ومن غير المرجح أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أو حتى يتوقف لفترة طويلة جداً عن رفعها إلى أن يتراجع سوق العمل بشكل أكبر وتزداد الطاقة الفائضة في القطاع الصناعي، مما يوفر حاجزاً للاقتصاد لامتصاص الصدمات دون التعرض لمخاطر تسارع التضخم.

ثانياً، من المرجح أن تؤدي الرياح الدافعة الناتجة عن أسعار السلع الأساسية إلى السيطرة على التضخم خلال الأشهر المقبلة. بعد انخفاضها بنسبة 22% من ذروتها في مايو 2022.

وبدأت أسعار السلع الأساسية تستقر ومن المتوقع أن تتعافى أكثر، لا سيما مع انخفاض المخزونات وتراجع دورة التصنيع العالمية. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي التصعيد المحتمل للصراع الروسي الأوكراني إلى مزيد من الارتفاع في أسعار السلع، بما في ذلك الطاقة والحبوب, وهذا من شأنه أن يزيد قيود الطاقة الإنتاجية، مما يؤدي إلى تسارع التضخم.

ثالثاً، أثبت الاقتصاد الأمريكي أنه أكثر مرونة مما كان يُتوقع في السابق، ومن شأن أي مفاجآت إيجابية أخرى في النمو أن تضع حداً أدنى للتضخم. ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.4% في الربع الثاني، وهو أعلى بكثير من معظم تقديرات النمو. وارتفع مؤشر النشاط عالي التردد الخاص ببنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة.

ويشير ذلك إلى أن زخم النمو ظل قوياً مع اقتراب الربع الثالث. ويتضح هذا في تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، والذي يشير حالياً إلى نمو قوي بنسبة 3.5% هذا الربع. 

ومن المرجح أن تضيف هذه القوة الأساسية مزيداً من الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لكي يميل إلى "التشديد"، نظراً لحاجته إلى الحفاظ على التضخم عند النسبة المستهدفة التي تبلغ 2%.

وأضاف التحليل، أنه على الرغم من الجولات الجريئة لرفع أسعار الفائدة حتى الآن، والمكاسب الكبيرة فيما يتعلق باعتدال التضخم، نعتقد أنه من السابق لأوانه إعلان الانتصار في المعركة ضد ارتفاع التضخم وإنهاء دورة التشديد. 

وأوضح، أن تساهم قيود الطاقة الإنتاجية والرياح المعاكسة المرتبطة بالسلع وتسارع أداء الاقتصاد الأمريكي إلى تغيير اتجاه التضخم على المدى القصير أو المتوسط.