يعد الدكتور حسين حامد حسان أحد أفضل علماء الإقتصاد الإسلامي والشريعة في العالم والذى ساهم في إنشاء عدد من الجا

قطوف,حسين حامد حسان,حسين حسان,رائد الاقتصاد الإسلامي,الاقتصاد الإسلامي



قطوف: حسين حامد حسان.. رائد الاقتصاد الإسلامي

حسين حامد حسان  FirstBank
حسين حامد حسان

يُعد الدكتور حسين حامد حسان، أحد أفضل علماء الإقتصاد الإسلامي والشريعة في العالم، والذى ساهم في إنشاء عدد من الجامعات والكليات في جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، وشرق آسيا.

ولد «حسان» في يوليو عام 1932 ببني سويف بقرية جزيرة النور، مركز الواسطي شمال محافظة بني سويف لأسرة بسيطة جدًا، حيث توفي والده وهو في السادسة من عمره، فرعته أمه وكان لها دورًا كبيرًا في مسيرة حياته تربية وتعليمًا.

وكان يرعي الإبل فتأخر عن التعليم إلى سن الثانية عشرة، ثم تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في ستة أشهر بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالواسطى، إلى أن سافر إلى القاهرة ملتحقًا بمعهد القاهرة الديني التابع للأزهر الشريف، وفي عامه الأول بالقاهرة إلتحق بمدرسة ليلية لتعلم اللغة الإنجليزية حتى ينقل ما تعلمه لغير أهل دينه، ويدعو غير المسلمين إلى الإسلام.

ولنبوغه ولهمته العالية رأى أن يزاوج بين التعليم الأزهري والتعليم الأساسي؛ فكان يدرس في الأزهر في الصباح، وفي مدارس وزارة المعارف بالمساء.

وعند حصوله على الثانوية الأزهرية دخل كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وبالثانوية العامة دخل كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتخرج فيهما وواصل دراساته العليا فيهما مسجلاً للدكتوراه بكلا الكليتين.

وبعد التخرج مباشرة عُين معيدًا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وقبلها كان قد عمل محاميًا بإدارة قضايا الحكومة عام 1959، ثم سافر إلى أمريكا ليدرس بالمعهد الدولي للقانون المقارن بجامعة نيويورك، فحصل منها على شهادة (ام. سي .جى) وهى أعلى شهادة بها.

تأثر«حسان» كثيرًا بالإمام الشاطبي ومنهجه في المقاصد، والإمام الشافعي وأصالته، والإمام مالك في فقه المصالح، وغيرهم كابن تيمية وابن القيم ومحمد عبده ورشيد رضا، كل أولئك ساهموا في جعل الدكتور حسين مدرسة فقهية في ذاته.

وأعير الدكتور حسن حسان لكثير من الجامعات العربية، وشارك في إنشاء العديد من الجامعات الإسلامية والكليات ومراكز الأبحاث أبرزها الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، وجامعة نور سلطان مبارك الإسلامية بكازاخستان، ومركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز.

وساهم في وضع قوانين إسلامية في الأحوال الشخصية والتأمين والاقتصاد ببعض الدول العربية والإسلامية إنطلاقًا من إيمانه بتطبيق الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل العصور، كما ساهم في إعداد بعض الدساتير عربيًّا وإسلاميًّا.

وعمل «حسان» مستشارًا لبعض رؤساء الدول الإسلامية، وكذلك لبرلمانات وجامعات ومنظمات وهيئات ورابطات عربية وإسلامية، ولرجال الاقتصاد والمستثمرين الأغنياء، كما كان عضوًا بالاتحادات والمجامع والمجالس العلمائية.

وساهم في حركة البنوك الإسلامية منذ إنشائها، وقام بتدريب أفرادها، وتولى الإشراف على الرقابة الشرعية والفتوى بها؛ لذا كان يعتبر من أشهر الخبراء والعلماء في مجال الصيرفة الإسلامية والتمويل والتأمين التكافلي، وقام بتحويل العديد من البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية.

وأشرف «حسان» على مشروع ترجمة 200 كتاب إسلامي من اللغة العربية والإنجليزية إلى اللغة الروسية، وقامت أكاديمية الدعوة بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، أثناء رئاسته للجامعة، بتأليف وترجمة ما يزيد على 400 كتاب إسلامي إلى ما يزيد على 20 لغة.

قام بتأليف عدد من الكتب والبحوث والمقالات في مجالات القانون والشريعة والاقتصاد المقارن والتأمين والبنوك والإعلام الإسلامي، أبرزها آثار الإفلاس في شخص المدين وماله في الشريعة الإسلامية (دراسة مقارنة بالقانون التجاري) باللغتين العربية والإنجليزية، مقاصد الشريعة الإسلامية في الحياة الاقتصادية، الاستثمار الإسلامي وطرق تمويله، الأوراق المالية، فقه الأولويات وتطبيقاته المعاصرة، السمسرة وتطبيقاتها المعاصرة، التأمين التكافلي على الحياة، التأمين من حوادث السيارات، أثر مكونات الأسهم في تداولها، وحكم القروض والفوائد في معاملاتها، تداول أسهم البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، التصرف في الديون في الشريعة الإسلامية.

رحل الدكتور حسين حامد حسان عن عالمنا في أغسطس 2020، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا في الاقتصاد الإسلامي تتعلم منه الأجيال الجديدة.