على مدار العقود الماضية ظلت الأمم المتحدة وعددا من المنظمات الدولية تحذر من خطر التغيرات المناخية كما عقدت الع

الأمم المتحدة,النمو الاقتصادي,الاحتباس الحراري,التغيرات المناخية,التغير المناخي,النينيو



أخضر: أزمة التغير المناخي تتفاقم.. و2024 ستصبح الأشد حرارة على الإطلاق

FirstBank

على مدار العقود الماضية ظلت الأمم المتحدة وعددًا من المنظمات الدولية تحذر من خطر التغيرات المناخية، كما عُقدت العديد من المؤتمرات تحذر من هذا الشبح المخيف بداية من قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992، مرورًا باتفاقيتي كيوتو وباريس، وصولًا بمؤتمر كوب 27، الذى تم عقده بشرم الشيخ في 2022، إلا أن هذا لم يكن مجديًا بالشكل الكافي لمواجهة تلك الكارثة خاصة في ظل عدم إلتزام الدول الصناعية الكبرى بالتحذيرات، في إطار سعيها للوصول لمستويات عالية من النمو الاقتصادي.

وباتت تتفاقم أزمة التغير المناخي بشكل أكثر حدة، وهو ما شهدناه خلال العام الماضي، حيث سجّل كوكب الأرض في 2023 أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، متجاوزًا بذلك الرقم القياسي السابق لعام 2016 بهامش كبير، وكانت هذه المرة الأولى التى يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو 1.5 درجة مئوية، وهو مؤشر الخطر كما أعلنت عنه اتفاقية باريس 2015.

وتشير التوقعات أن الأسوأ لم يأت بعد، حيث يتوقع بعض العلماء أن يكون عام 2024 العام الأول في تاريخ البشرية الذى يكسر متوسط درجة حرارة الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية، وهو ما يُعد أمرًا فى غاية الأهمية، نظرًا لأنه محفز لوقوع العديد من التحولات المناخية التى ستساهم بشكل مباشر في ارتفاع درجات الحرارة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

والجدير بالذكر أن ذلك على الرغم من أن متوسط درجة الحرارة في العالم قد ينخفض بعد اختفاء ظاهرة "النينيو" الحالية هذا العام والتى قد تستمر حتى شهر أبريل 2024، وهى مرحلة انبعاث حرارة في الدورة الطبيعية المناخية وتحدث في المحيط الهادي الاستوائي باستمرار.

ووفقًا لتحليل أجراه عالم التنوع البيولوجي أليكس بيجوت في جامعة كاليفورنيا؛ وجد أنه حتى لو استطاعت الجهود الحالية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، فلا يزال هناك 15% من الكائنات الحية تواجه خطر فقدان ما لا يقل عن ثلث نطاقها الجغرافي الحالي بشكل مفاجئ، وهذا الرقم من الممكن أن يتضاعف حتى 30% إذا بلغ متوسط درجة الحرارة 2.5 درجة مئوية.

وإذا تجاوزت الحرارة حاجز 1.5 درجة مئوية، سيرتفع خطر وقوع موجات حر شديدة تتجاوز قدرة أجسام البشر على التعافي منها، وقد تشهد مناطق جغرافية عدّة مثل الخليج العربي وجنوب آسيا وشمال الصين ارتفاعًا ملحوظ في مستوى الرطوبة، وهو ما قد يسبب مخاطر صحية خطيرة.

ومن العواقب الوخيمة كذلك زيادة مخاطر انقراض بعض الكائنات الحية، والعواصف المدمّرة، وانهيارات الصفائح الجليدية.

ويرى العلماء أن الإجراءات العاجلة لمعالجة هذه المخاطر هو القضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وخاصة تلك الناتجة من عمليات حرق الفحم والنفط والغاز والتى تمثل 80% من الاستهلاك العالمي لإنتاج الطاقة.