رواد من مصر: خبرة أكاديمية وعملية.. كيف صنع محمود محيي الدين اسمه في مؤسسات التمويل الدولية؟

يُعد الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي سابقاً، نموذجًا بارزًا للمسؤول المصري الذي جمع بين الخبرة الأكاديمية والعملية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في مجالي الاقتصاد والتمويل الدولي.

ويشغل حاليًا منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة التنمية المستدامة لمصر 2030 منذ فبراير 2020، وذلك بعد مسيرة حافلة بدأها بتخرجه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1986، ثم حصل لاحقًا على درجة الماجستير في تحليل السياسات الاقتصادية والاجتماعية من جامعة يورك البريطانية عام 1990، كما عزز تأهيله الأكاديمي بعد حصوله على درجة الدكتوراه في اقتصاديات التمويل من جامعة ووريك عام 1995.

وبدأ مسيرته المهنية كأستاذًا للاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومن ثم شغل العديد من المناصب القيادية على المستوى المحلي والدولي، من أبرزها منصب وزير الاستثمار في مصر خلال الفترة من 2004 إلى 2010، قاد خلالها برنامجًا شاملاً للإصلاح الهيكلي تضمن ثلاثة محاور رئيسية وهي: تعزيز دور القطاع الخاص لتحقيق النمو وخلق فرص العمل، وتعزيز القدرة على الحصول على الخدمات المالية غير المصرفية، وتطبيق برنامج ناجح لإدارة أصول قطاع الأعمال العام.

وأسفرت جهوده عن مضاعفة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتصل إلى 17.5 مليار دولار عام 2008، كما أطلق العديد من الإصلاحات الهيكلية، مثل توحيد هيئات الرقابة على القطاع المالي غير المصرفي، وإنشاء بورصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير سوق التمويل العقاري، مما جعل مصر ضمن أفضل الدول في مؤشرات الإصلاح الاقتصادي حسب تقارير ممارسة أنشطة الأعمال لأربع سنوات متتالية.

وعلى الساحة الدولية، في عام 2010 تم تعيينه كأول مصري وعربي في منصب المدير المنتدب لمجموعة البنك الدولي، ثم تمت ترقيته لمنصب المدير المنتدب للبنك الدولي من عام 2010 حتى عام 2013، وفي عام 2014 تم تعينه مبعوث رئيس البنك الدولي لشؤون الأهداف الألفية للتنمية وعمليات تمويلها، وفي الفترة من 2014 إلى 2015 تم تعينه في منصب السكرتير المؤسسي والمبعوث الخاص لرئيس البنك الدولي.

وفي عام 2020، تولى محيي الدين منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وتضمنت مسؤولياته الإشراف على رسم السياسات المالية والاقتصادية للدول الأعضاء، والمساهمة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالتمويل والدعم الفني.

وبناءً على ما سبق يمثل الدكتور محمود محيي الدين نموذجًا رائدًا للقائد الاقتصادي العالمي، بما يتمتع به من رؤية استراتيجية، وخبرة عميقة في مواجهة التحديات الاقتصادية، ومساهماته البارزة في تعزيز التنمية المستدامة ودعم الدول النامية. وتُعد مسيرته مصدر إلهام للعديد من الاقتصاديين وصناع القرار حول العالم.