ينتج البشر البلاستيك ويستخدمونه بكميات ضخمة حيث إنتج منه على مستوي العالم أكثر من 10 مليارات طن آخر عقدين فقط.

أخضر,البلاستيك,البر,البحر



أخضر: إبدأ بنفسك.. «البلاستيك» يُدمر البر والبحر

FirstBank

ينتج البشر البلاستيك ويستخدمونه بكميات ضخمة، حيث إنتج منه على مستوي العالم أكثر من 10 مليارات طن آخر عقدين فقط.

ولم لا ينُتج؟! فهو يتميز بالكثير من المزايا، أبرزها؛ أنه منخفض التكلفة، ومقاوم للماء، ومتين وخفيف الوزن ومرن، علاوة عن كونه عديم الرائحة وغير قابل للكسر، ويمكن إستخدامه للأغراض المنزلية والتغليف، ويمكن إعادة تدويره، وعليه؛ فمنُذ ظهوره قبل حوالي 70 عامًا، وهو غير كل شئ بدءًا من الملابس، مرورًا بالطهي وتصميم المنتجات، وانتهاءً بالهندسة وبيع التجزئة، والتجارة العالمية ككل.

ويتميز البلاستيك بروابطه الكيميائية التي تجعل ذرات جزيئاته ترتبط ببعضها بصورة أكثر تعقيدًا من المواد العضوية، وبالتالي يصعب على البكتيريا تكسيرها، وتحتاج وقتًا أطول بكثير للتحلل إلى عناصرها الأولى.

إلا أنه على الرغم من المزايا التى يتميز بها، إلا أن النفايات التى يخلفها البلاستيك تُحدث أضرارًا جمة، حيث تواجه الأنظمة البيئية سواء كانت التربة، أو المياه، أو الهواء أضرار وخسائر كثيرة بسبب تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة، فهذا النوع من النفايات لا يتحلل إلاّ بعد مرور آلاف السنين.

فمن إجمالي إنتاج البلاستيك التراكمي البالغ 9.2 مليار طن بين عامي 1950 و2017، أصبح نحو 7 مليارات طن نفايات بلاستيكية، ثلاثة أرباعها، ذهبت إلى مكبات النفايات أو النظم البيئية المختلفة، بما في ذلك البحر، في حين حُرق 14% منها.

ويؤثر وجود البلاستيك في الحياة البحرية بالكامل، حيث تتعرض المحيطات إلى خطر المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية التي تنتج عن تجمع الأكياس البلاستيكية وأوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها، ومع تراكم هذه النفايات، يموت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها، مما يودي بها الى الموت.

ومع مرور الزمن، تنقسم المخلفات الى عدة أجزاء صغيرة مخلفة أضراراً أكبر تتمثل بابتلاع الأسماك لها، مما يلوث أنسجتها ويؤدي إلى موتها.

وتُعد السلاحف والحيتان والفقمة، أكثر الحيوانات البحرية المتضررة، حيث تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة وهذا يعمل على انسداد قنواتها الهضمية مما يؤدي إلى موتها، بالإضافة الى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية.

كما يمتد التأثير إلى عالم الطيور، حيث يخسر العالم الملايين من طيور النورس سنوياً، بنسبة تزيد عن معدلات موت أي طائر آخر في العالم، وتشير التقارير إلى أن 98% من الطيور تحمل في جهازها الهضمي بقايا من البلاستيك غير قابلة للهضم، تتسبب في النهاية في تدمير جهازها الهضمي ووفاتها بالنزيف الداخلي.

أما عن خطر البلاستيك على اليابسة، فيتمثل فى الأراضي المخصصة لمكبات النفايات البلاستيكية، حيث إنه مع تكدس كميات كبيرة من النفايات، تكثر بعض الكائنات الحية الدقيقة التي تسرع من عملية التحلل البيولوجي للمواد البلاستيكية، مما يؤدي الى إنتاج غاز الميثان، وهو الغاز المساهم بالدرجة الأولى في حدوث الإحتباس الحراري.

كما يمتد أثر النفايات البحرية إلى صحة الإنسان، حيث يؤدي تناول المأكولات البحرية التي ابتلعت المواد البلاستيكية، إلى جعل الإنسان عرضة للعديد من أنواع البكتيريا المسببة للأمراض، والتي تنقلها هذه الجسيمات البلاستيكية أو المواد الكيميائية الناتجة عن تحلّلها.

كما أن للنفايات البلاستيكية تكاليف اقتصادية ضخمة، وذلك يرجع إلى كونها تهدد سبل العيش في العديد من المدن الساحلية.

وتقدر التكاليف الاقتصادية السنوية للتلوث البلاستيكي البحري، فيما يتعلق بالسياحة ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية والتكاليف الأخرى، بما في ذلك أنشطة التنظيف، بما يتراوح بين 6 و19 مليار دولار على الأقل، وهي نسبة صغيرة من إجمالي سوق البلاستيك العالمية البالغة 580 مليار دولار في عام 2020.

إلا أنه فى واقع الأمر، فالتكاليف أكبر بكثير من ذلك، لأن عدم وجود دراسات كافية للتقييم الشامل جعل هذه التقديرات لا تشمل التداعيات السلبية على صحة الإنسان والنظم البيئية البحرية، وفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

الأمر الذى يجعلنا نفكر جميعًا فى حلول أكثر جدية لمعالجة الأمر، وبأمكاننا نحن كأفراد فى فعل الكثير من الأشياء، أبسطها رفض استخدام الأكياس البلاستيكية إلا في أضيق الحدود.