أخضر: كيف أثر التغير المناخي على ملف التجارة الدولية؟

أصبح التغير المناخي من أهم القضايا، التى تمثل للعالم تهديدات بالغة الأثر، والتى ألقت بظلالها علينا فى شتى جوانب الحياة، ولم يترك التغير المناخي طريقا إلا وخَلّف بصمته وراءه، ومن أبرز الملفات، التى تأثرت بالتغيرات المناخية خلال الأعوام الماضية قضية التجارة الدولية.

تواجه التجارة الدولية تحديات عديدة نتيجة التغيرات المناخية، والتى تتمثل في التأثير على البنية التحتية مثل الموانئ وطرق النقل، وكذلك التأثير على عملية الإنتاج والاستهلاك وصعوبة تدفق البضائع والسلع، وهذا ما وثقته الأرقام خلال العام الماضي حيث سجلت التجارة العالمية تراجعاً بنحو 5% خلال 2023، مقارنة بـ2022، وفقاً لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

وبالنظر إلى أبرز التغيرات، التى أحدثت نتائج سلبية على التجارة الدولية، نجد تأثيراً واضح المعالم على شبكات النقل سواء البري أو البحري نتيجة الأعاصير، وكذلك الفيضانات التى قد تتسبب ارتفاعاً فى تكاليف التأمين على الشحنات والبضائع، وضعف الإنتاج الزراعي بسبب الموجات الحارة.

بالإضافة إلى شبح الجفاف الذى ضرب مناطق عديدة من العالم كان من أبرزها: قناة بنما وهى واحدة من أهم ممرات التجارة العالمية، حيث أدى عدم كفاية هطول الأمطار في بحيرة جاتون، التى تغذي القناة إلى انخفاض منسوب المياه مما أثر على قدرة القناة على استيعاب السفن والبضائع.

وعلى الرغم من التداعيات المناخية، التى لا تفرق بين دولة وغيرها، إلا أنّ تلك التداعيات عندما تلحق بالدول النامية يكون لها الأثر الكبير مقارنة بباقي الدول، ويأتي ذلك لضعف البنية التحتية لديها، وعدم توافر التمويل اللازم لمواجهة التغيرات المناخية التى تطرأ عليها، فضلاً عن فقرها لـ أليات التكيف مع المناخ.

وتكمن أبرز الحلول للحد من ذلك، اتجاه سياسة تلك الدول لتعزيز قدرة التكيف المناخي لديها، وضخ مزيد من الأموال لدعم البنية التحتية، بالإضافة إلى التعاون الدولي لتوفير التمويل المناخي، كما يجب على الحكومات العمل على تحفيز القطاع الخاص والمؤسسات للمساهمة في إيجاد بدائل للحد من الاثار السلبية لتغير المناخ على قطاع التجارة الدولية.