رواد من مصر: من الجامعة الأمريكية إلى أروقة البنك الدولي.. قصة 3 عقود من العطاء الدبلوماسي
First Bank

يُعد السفير هشام نهاد سيف الدين، المدير التنفيذي المناوب لمصر في مجموعة البنك الدولي، أحد الكفاءات المصرية البارزة التي جمعت بين التعليم المتقدم، والخبرة الواسعة، والرؤية الاستراتيجية؛ ما أهّله لتمثيل مصر في أعلى المحافل الدولية.
بدأ «سيف الدين» مسيرته من القاهرة، وانطلقت خطواته إلى قلب أوروبا، حيث واصل أداء دوره الدبلوماسي بكفاءة واقتدار، وصولًا إلى منصبه الحالي.
حصل هشام سيف الدين على بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987، ولم يلبث طويلًا حتى واصل دراسته العليا في الخارج، فنال درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بوسطن عام 1991.
وبعد عودة «سيف الدين» إلى مصر، استكمل مسيرته الأكاديمية بحصوله على ماجستير ثانٍ في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1992، ما منحه خلفية علمية مزدوجة تجمع بين الاقتصاد والسياسة الدولية.
وفي العام نفسه، تم تعيينه مستشارًا بوزارة الخارجية لشؤون الاقتصاد الدولي والمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وهو منصب استمر فيه لمدة سبع سنوات، مستفيدًا من خبراته المتراكمة من عمله في بروكسل، وملفات بريتون وودز.
واصل السفير «سيف الدين» تدرجه الوظيفي ليشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون ديوان الوزارة في الفترة من 2014 إلى 2016، قبل أن تتم ترقيته إلى مساعد الوزير لنفس الملف، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في قدراته التنظيمية والإدارية.
على الصعيد الخارجي، لعب «سيف الدين» دورًا محوريًا في تمثيل الدبلوماسية المصرية في عدد من العواصم والمؤسسات الدولية، فقد بدأ مهامه الدولية سكرتيرًا ثانيًا في السفارة المصرية ببلجيكا (1992–1996)، ثم تولى منصب وزير مفوض ومدير شؤون فلسطين بوزارة الخارجية عامي 2009 و2010.
كما شغل منصب وزير مفوض ونائب رئيس البعثة المصرية في ألمانيا حتى عام 2014، وشارك خلال تلك الفترة في عدد من المعارض الدولية، من بينها معرض FESPO الدولي للسياحة في زيورخ.
وبلغت خبرات «سيف الدين» الأوروبية ذروتها بتعيينه سفيرًا لمصر لدى سويسرا وليختنشتاين (2016–2020)، حيث ساهم في تعزيز الحضور الثقافي المصري من خلال افتتاح معرض "الآثار المصرية الغارقة" في سويسرا، والذي عرض 293 قطعة أثرية نادرة، كما أسهم في استرداد قطعتين أثريتين من جنيف في نفس العام.
في عام 2020، عُيّن «سيف الدين» مساعدًا لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية، وهو منصب استراتيجي حساس خاصة في ظل التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كورونا.
كما يشغل الآن منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية متعددة الأطراف، إلى جانب دوره كمدير تنفيذي مناوب لمصر في مجموعة البنك الدولي.
ويُجسّد المسار المهني للسفير هشام سيف الدين نموذجًا للدبلوماسي المحترف، الذي جمع بين التأهيل الأكاديمي المتين والخبرة العملية الممتدة، متنقلًا بين عواصم دولية كبرى مثل القاهرة وبروكسل وبرلين وزيورخ وجنيف وواشنطن، حيث مثّل مصر بكفاءة واقتدار، وفي كل محطة، كان وجهًا مشرفًا للدبلوماسية المصرية، مسهمًا في إبرام اتفاقيات ثقافية واقتصادية، وتعزيز العلاقات الثنائية، ونقل التراث والحضارة المصرية إلى المحافل العالمية.