رواد من مصر: حافظ غانم.. أيقونة مصرية في مؤسسات التنمية الدولية

يُعد الدكتور حافظ غانم، الخبير المتميز (Distinguished Fellow) في مختبر التمويل من أجل التنمية بكلية باريس للاقتصاد، وزميل السياسات الأول (Senior Fellow) في مركز الجنوب الجديد، أحد أبرز الخبراء الدوليين في مجالات التنمية وتحليل السياسات الاقتصادية، وواحدًا من النماذج المصرية اللامعة التي رفعت اسم مصر في المحافل الدولية.

يتمتع الدكتور غانم بمسيرة مهنية وأكاديمية تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا، تقلد خلالها مناصب قيادية رفيعة في عدد من المؤسسات الدولية المرموقة، وأسهم بشكل مباشر في صياغة وتنفيذ السياسات التنموية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتأتي مناصبه الحالية تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الدولي، أبرزها توليه منصب نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة من مارس 2015 إلى أغسطس 2022، حيث قاد عمليات البنك في 20 دولة وأشرف على محفظة مشاريع وبرامج دعم فني ومنح تتجاوز قيمتها 13 مليار دولار، واضعًا مكافحة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة في صميم أولوياته.

وقبل إلتحاقه بالبنك الدولي، شغل «غانم» منصب زميل أول في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية بمؤسسة بروكنغز في واشنطن العاصمة خلال الفترة من 2012 إلى 2015، كما تولى منصب مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بين عامي 2007 و2012، حيث قاد جهودًا كبيرة لدعم التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي على مستوى العالم.

يحمل «غانم» سجلًا أكاديميًا مرموقًا، حيث حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم نال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، مما منحه قاعدة علمية متينة مكّنته من الربط بين البحث الأكاديمي وصنع السياسات.

وإلى جانب خبراته التنفيذية، يتمتع »غانم« بإسهامات فكرية متميزة، حيث نشر العديد من الدراسات والمقالات المتخصصة، وكان عضوًا في الفريق الذي أعد "تقرير التنمية في العالم" لعام 1995 الصادر عن البنك الدولي، والذي يُعد أحد أبرز التقارير المرجعية في مجال التنمية الاقتصادية.

يمثل المسار المهني والفكري للدكتور حافظ غانم نموذجًا ملهمًا للكفاءات المصرية القادرة على إحداث تأثير فعّال على الساحة الدولية، ويعكس حضوره القوي في المؤسسات العالمية مكانة مصر وإسهاماتها في قضايا التنمية، كما يجسد قدرة الخبراء المصريين على المساهمة في رسم ملامح المستقبل الاقتصادي للعالم.