FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



مؤسسات عملاقة: البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.. قوة مالية تقود التحول الاقتصادي المستدام

FirstBank

لعب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) منُذ تأسيسه عام 1991 دورًا محوريًا في تمويل التحول الاقتصادي بدول أوروبا الوسطى والشرقية، قبل أن يتوسع ليشمل آسيا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

انطلقت مهمته مع دول كانت تمر بفترات انتقالية بعد سقوط الأنظمة السابقة، فركز على إعادة البناء الاقتصادي، وتطوير البنى التحتية، وتحفيز القطاع الخاص.

ومع مرور الوقت، رسخ (EBRD) مكانته كإحدى المؤسسات الرائدة التي تجمع بين التمويل والاستشارات والسياسات لإحداث تغييرات هيكلية في الاقتصادات الناشئة.

ولا يقتصر نشاط (EBRD) على التمويل، بل يشمل مجالات واسعة مثل تطوير البنية التحتية للنقل والطاقة والمياه، دعم القطاع الخاص، وتحسين بيئات الاستثمار عبر الاستشارات والسياسات العامة.

في مصر، على سبيل المثال، ضخ البنك نحو 1.5 مليار يورو خلال 2024 في مشروعات متنوعة، ركز معظمها على القطاع الخاص والاقتصاد الأخضر، إلى جانب دعم التحول الرقمي والتكنولوجيا المالية عبر استثمارات في شركات ناشئة مثل "Paymob".

وحقق البنك أداءً لافتًا خلال عام 2024، حيث استثمر نحو 16.6 مليار يورو في الاقتصادات التي يعمل بها، بزيادة قدرها نحو 26% مقارنة بالعام السابق.

ويعكس هذا الرقم توسعًا ملحوظًا في نشاط البنك، حيث بلغ عدد المشروعات الممولة 584 مشروعًا، توجه نحو 76% منها إلى القطاع الخاص.

كما نجح البنك في تعبئة استثمارات إضافية من شركاء ومصادر أخرى بلغت قيمتها 26.7 مليار يورو، ما يبرز قدرته على حشد التمويل لدعم التنمية.

وخصص البنك نسبة كبيرة من استثماراته لدعم الاقتصاد الأخضر؛ حيث بلغت الاستثمارات ذات الطابع البيئي أو المرتبطة بالاستدامة نحو 58% من إجمالي محفظته، بما يعادل أكثر من 9.7 مليار يورو.

كما أولى اهتمامًا خاصًا بالمشروعات التي تراعي المساواة بين الجنسين، حيث مثلت هذه المشروعات نحو 47% من استثماراته.

ويتبنى (EBRD) استراتيجيات متقدمة لتعزيز الابتكار الرقمي، من خلال استخدام المنصات الرقمية لتسهيل التمويل ومتابعة المشروعات وإدارة المخاطر.

كما يدمج معايير البيئة والمجتمع والحوكمة في مختلف عملياته، مع التركيز على إدماج النوع الاجتماعي وتقديم الدعم الفني للشركات للتكيف مع التحول للطاقة النظيفة وتحسين الكفاءة.

ورغم النجاح، يواجه البنك تحديات مرتبطة بالتوترات الجيوسياسية مثل الحرب في أوكرانيا، وتقلبات أسعار الطاقة والمواد الخام، إضافة إلى ضمان تحقيق استثماراته أثرًا اجتماعيًا ملموسًا، خصوصًا في المناطق الهشة.

يعمل (EBRD) على التصدي لهذه التحديات من خلال تعزيز الشراكات، وتقديم أدوات ضمان، وتوجيه استثماراته نحو أولويات الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.

أصبحت الاستدامة جزءًا أصيلًا من هوية البنك في 2024، حيث لم يقتصر تركيزه على تمويل مشروعات بيئية، بل دمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في عملية الاختيار والمتابعة.

كما يواصل دعم المشروعات التي تلتزم بالمساواة بين الجنسين، ما يعكس التزامًا واضحًا بتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

في ضوء أدائه القوي وتوجهاته نحو الابتكار والاستدامة، يرسخ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مكانته كأحد أعمدة التنمية في الاقتصادات الناشئة، جامعًا بين قوة مالية ورؤية استراتيجية للتغيير الهيكلي، ليبقى شريكًا رئيسيًا في دفع التحول الاقتصادي العميق والمستدام.