تتزايد الأبحاث والتقرير الدولية التى تكشف لنا باستمرار التأثيرات القوية التى تحدثها أزمة التغيرات المناخية الت

التغيرات المناخية,أخضر,أزمة المناخ,سوق العمل,الإجهاد الحراري



أخضر: كيف تؤثر التغيرات المناخية على سوق العمل؟

FirstBank

تتزايد الأبحاث والتقرير الدولية التى تكشف لنا باستمرار التأثيرات القوية التى تُحدثها أزمة التغيرات المناخية التى أصبحنا نُدرك الآن عواقبها الوخيمة وبتنا نلمسها بشكل متزايد في شتى مجالات حياتنا، بل وفي أنفسنا أيضًا.

وكشف تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي عن منظمة العمل الدولية، عن أن أزمة التغير المناخي ستؤدي إلى فقدان المزيد من الوظائف وانخفاض ساعات العمل وتراجع الإنتاجية، حيث توقع التقرير فقدان نحو 3.8% من إجمالي ساعات العمل على المستوى العالمي في غضون 7 سنوات فقط؛ أي بحلول عام 2030، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يعادل 136 مليون وظيفة بدوام كامل – وخسائر اقتصادية قدرها 2400 مليار دولار.

ويرى التقرير أن العاملين خارج المكاتب هم أكبر المتأثرين من تداعيات أزمة المناخ، بالإضافة إلى العاملين في المناطق شديدة الحرارة.

وتشير وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى أن أزمة المناخ لا تتسبب فقط في الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة بل نوعية الهواء الرديء، والحشرات الناقلة للأمراض، والفيضانات وحرائق الغابات؛ وهو ما يؤثر بشكل كبير في قدرة العمال على أداء وظائفهم.

واستعرض التقرير 3 عوامل توضّح تأثير التغيرات المناخية، حيث نقل التقرير عن شركة كي إف إف الأمريكية، أن هناك أكثر من 65 مليون عامل أمريكي في وظائف لها علاقة بالمخاطر المرتبطة المناخ، وتتفق مع ذلك إحصاءات العمل التي تبين أن الولايات المتحدة شهدت عام 2021 نحو 36 حالة وفاة مرتبطة بالعمل نتيجة الإجهاد الحراري.

وكانت الصحة العامل الأول الذى استعرضه التقرير، وحددت وكالة حماية البيئة 6 تأثيرات صحية رئيسة للمخاطر المرتبطة بأزمة المناخ، ويأتي في مقدمتها المرض المرتبط بالحرارة مثل تعرض الفرد لضربة شمس نتيجة العمل في وقت الحرارة الشديدة.

بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي المتعلقة بمدى جودة الهواء؛ حيث تؤدي حرائق الغابات والغبار الناتج عن الجفاف، وكلها بسبب تغيرات المناخ، إلى زيادة تلوث الهواء، في الوقت نفسه، سيعمل ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير طول فصلي الربيع والصيف، الأمر الذى سيؤدي بدوره إلى تفاقم مشاكل مثل الربو لدى بعض العاملين خارج المكاتب.

علاوة عن زيادة عدد الحشرات وانتقال المزيد من العدوى الخطيرة من البعوض وغيرها من الحشرات الحاملة للأمراض، والجدير بالذكر أنه حتى مع استعمال المبيدات الحشرية لمواجهة تلك الزيادة؛ فإن هناك خطرًا على العمال الزراعيين المعرضين للمواد الكيميائية السامة.

وسيواجه العاملون في الخطوط الأمامية مثل رجال الإطفاء والعاملين في القطاع الصحي، خطر تعرضهم لخسائر جسدية ونفسية نتيجة التعامل مع تداعيات الأحداث الجوية القاسية.

أما عن العامل الثاني الذى استعرضه التقرير، فكان تأثير التغيرات المناخية على الإنتاجية، حيث تشير الدراسات إلى أن إنتاجية العمل قد تتباطأ في حالة تجاوز درجات الحرارة مستويات 24-26 درجة مئوية، بسبب أزمة المناخ.

وستؤدي درجات الحرارة التى تتراوح بين 33 و34 درجة مئوية إلى انخفاض مستويات الإنتاج للنصف في الوظائف التي تتطلب جهدًا بدنيًا مثل عمال البناء والزراعة والنظافة وغيرها، ووفقًا لمنظمة العمل الدولية.

وأوضح التقرير أنه في حالة عدم تأثر العمال بالحرارة المرتفعة، فهناك تأثيرات أخرى مرتبطة بتلوث الهواء؛ وهو ما سيؤدي بدوره لتفاقم الظروف الصحية الحالية وتدهور الصحة، والمحتمل ظهوره بشكل أكبر في الدول منخفضة الدخل.

وسلط الضوء على دراسة نشرتها مجلة ذا لانسيت، التى أعتبرت أن كل من منطقة أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، الأكثر عرضة لخطر انخفاض إنتاجية العمل بسبب أزمة المناخ.

وعلى صعيد العامل الثالث والأخير الذى استعرضه التقرير، فكان تأثير التغيرات المناخية على الوظائف، حيث أوضح أن الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والأعاصير، ستؤدي إلى إلحاق الضرر بالأصول التجارية وطرق النقل والبنية التحتية الصناعية والزراعية؛ وهو ما سيؤدي بدوره لفقدان العديد من الوظائف.

وأشار إلى تقرير لشركة آي أو إن للتأمين، التى ترى أن الأحداث المرتبطة بتغيرات المناخ كلفت الاقتصاد العالمي نحو 313 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو الرقم الذى أعتبرته بأنه أعلى بنسبة 4% عن متوسط القرن الواحد والعشرين.

وعلى الرغم من هذا، فإن التقرير ألقي بصيص أمل عن مستقبل الوظائف، حيث أكد أن التحول العالمي إلى الطاقة الخضراء المستدامة، سيؤدي إلى إيجاد فرص عمل إضافية.