فقط جسيمات صغيرة يقل قطرها عن 5 مليمترات تهدد حياتنا وحياة الكائنات البحرية على كوكب الأرض تعرف على أنها الماي

أخضر,الكربون,منظمة الصحة العالمية,المايكروبلاستيك,الأشعة فوق البنفسجية,الكائنات البحرية



أخضر: المايكروبلاستيك.. جسيمات صغيرة تُهدد الحياة على الأرض

FirstBank

فقط جسيمات صغيرة؟! يقل قطرها عن 5 مليمترات، تُهدد حياتنا وحياة الكائنات البحرية على كوكب الأرض تُعرف على أنها المايكروبلاستيك.. فما هى؟ وكيف يمكن لجسيمات في حجم حبة السمسم تقريباً أن تشكل تهديدًا لنا؟

تؤثر مخلفات البلاستيك، تأثيرًا ضارًا على الكائنات البحرية، حيث تتكون من بوليمرات أساسية تعتمد على الكربون، بالإضافة إلى آلاف المواد الكيميائية التي تُدمج في البوليمرات للحصول على خصائص محددة مثل اللون والمرونة والثبات وتحمل درجات الحرارة العالية ومقاومة الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن العديد من هذه المواد الكيميائية المضافة هي مواد شديدة السمية، وتشمل المواد المسرطنة، والمواد السمية العصبية، ومسببات اختلال الغدد الصماء التى تؤثر في صحة الإنسان وفي النظام البيئي بشكل عام.

ويكون التأثير أكبر وأشد للبلاستيك عندما يكون صغيرًا جدًا، غير مرئي بالعين المجردة وهو ما يُعرف بالمايكروبلاستيك.

يوجد المايكروبلاستيك في الطبيعة نتيجة تفكك وتكسر القطع البلاستيكية الأكبر حجماً مثل زجاجات المياه، أو العلب البلاستيكية أو إطارات السيارات، ويحدث هذا إما عن طريق التحلل الكيميائي، أو التآكل إلى قطع أصغر بسبب التعرض للعوامل البيئية، وخاصة أشعة الشمس وأمواج المحيط، والإجهاد الميكانيكي.

كما يدخل المايكروبلاستيك في بعض الصناعات مثل مستحضرات التجميل، ويمكن أن ينتج من الألياف الدقيقة المتساقطة من الملابس والمنسوجات الأخرى مثل شباك الصيد.

وتشير التقديرات إلى أن الملابس المصنوعة من ألياف اصطناعية والتى تمثل ما يقرب من 60% من الاستهلاك العالمي السنوي للمنسوجات، هي المصدر الرئيسي للمايكروبلاستيك، حيث تساهم بنحو 35% من حجم هذه الجزيئات الدقيقة التى تُطلق إلى محيطات العالم.

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا.. هل يُمكن أن تدخل إلى جسم الإنسان بسبب حجمها الصغير؟ في حقيقة الأمر كان هذا الأمر مستبعدًا، إلا أن العديد من الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك.

حيث عثر باحثون من كلية هال يورك الطبية البريطانية في أبريل 2022 على جسيمات بلاستيكية دقيقة لأول مرة في رئات بشرية حيّة.

ووجد العلماء 39 مادة بلاستيكية دقيقة في 11 من أصل 13 عينة من أنسجة الرئة التي اختُبرت، وتعود الجزيئات البلاستيكية الدقيقة إلى 12 نوعاً من أنواع البلاستيك المستخدم في العبوات والقوارير والملابس والحبال.

كما تم اكتشاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في دم الإنسان لأول مرة خلال السنوات الأخيرة، حيث بيّن فحص عينات الدم لـ22 متطوعاً وجود جزيئات البلاستيك فيما نحو 80% منهم.

وأيضًا رصد علماء فى الصين، لأول مرة، ميكروبلاستيك، كالتى تستخدم فى تغليف المواد الغذائية والدهانات، فى قلب الإنسان العام الماضي.

وينتقل الميكروبلاستيك إلى جسم الإنسان عبر السلسلة الغذائية، وبشكل خاص من خلال الأسماك وغيرها من المأكولات البحرية، فغالباً ما تلتهم الأسماك جزيئات البلاستيك إما بشكل مباشر أو عندما تتغذى على أسماك أصغر تحمل هذه الجزيئات.

كما يمكن أن تصل هذه الجزيئات إلى موائدنا عن طريق ملح البحر، وقد تحمل الجرعة اليومية القصوى المقدرة بخمسة جرامات من الملح ثلاث قطع من اللدائن الصغيرة.

وتعد المياه المعبأة أيضاً أحد أكبر المصادر للدائن الدقيقة التى نستهلكها، حيث تحتوي زجاجات الماء التى تُستخدم مرة واحدة على ما بين 2 و44 قطعة من اللدائن الدقيقة لكل لتر، في حين تحتوي الزجاجات المرتجعة على ما بين 28 و241 قطعة من اللدائن الدقيقة لكل لتر.

وعلى الرغم من أن وصول المايكروبلاستيك إلى أجسامنا بات أمراً محسوماً، فإن معظم العلماء ما زالوا يعتقدون أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد التأثير الكامل للجزيئات البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان.

إلا أن المستويات الراهنة للمايكروبلاستيك الموجود في مياه الشرب لا تشكل فيما يبدو خطراً على الصحة، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وترى المنظمة أن هناك حاجة إلى تحرّي الأمر بدرجة أكبر، إضافة إلى إيلاء الأولوية لإزالة الكائنات الميكروبية المُمرِضة والمواد الكيميائية التي تشكّل مخاطر معروفة على الصحة البشرية.