مؤسسات عملاقة: بنك الاتصالات الصيني.. قرن من الريادة المصرفية نحو مستقبل مستدام
First Bank

يُعد بنك الاتصالات الصيني من أعرق وأكبر المؤسسات المصرفية في الصين، حيث يمتد تاريخه لأكثر من قرن منذ تأسيسه عام 1908.
لعب البنك دورًا حاسمًا في دعم الاقتصاد الصيني عبر تقديم خدمات مصرفية متطورة للأفراد والشركات، مما جعله أحد الأعمدة الرئيسية في النظام المالي الصيني.
ويقع المقر الرئيسي للبنك في مدينة شنغهاي، ويدير شبكة واسعة من الفروع داخل الصين وخارجها، معبرًا بذلك عن طموحه في أن يكون لاعبًا عالميًا في القطاع المصرفي.
على مر العقود، شهد البنك توسعًا ملحوظًا وأصبح يحتل المرتبة الخامسة بين أكبر البنوك في الصين من حيث إجمالي الأصول.
وعززت شراكاته الاستراتيجية مع مؤسسات مالية دولية، مثل بنك HSBC، من مكانته العالمية وزادت من قدرته التنافسية في الأسواق الخارجية، وبفضل هذه الشراكات، استطاع البنك تقديم خدمات مالية مبتكرة تلبي احتياجات مختلف العملاء، بدءًا من الخدمات المصرفية التقليدية وصولاً إلى الحلول الاستثمارية المتقدمة.
يقدم بنك الاتصالات الصيني مجموعة شاملة من الخدمات المصرفية، حيث يشمل ذلك فتح الحسابات الجارية وحسابات التوفير، إضافة إلى توفير قروض عقارية وبطاقات ائتمان تناسب مختلف الفئات.
أما بالنسبة للشركات، فيوفر البنك خدمات تمويل تجاري، وإدارة نقد، وحلول استثمارية تدعم النمو المستدام للمؤسسات، كما يلعب دورًا بارزًا في إدارة الأصول والثروات من خلال تقديم خطط استثمارية متخصصة تواكب تطورات السوق العالمية.
وفي ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، أولى البنك اهتمامًا بالغًا بالتحول الرقمي، حيث أطلق منصات مصرفية إلكترونية تتيح للعملاء إجراء معاملاتهم بسهولة وأمان، مع توفير تطبيقات تُمكنهم من تحويل الأموال، دفع الفواتير، والاستثمار عبر الإنترنت.
كما حرص البنك على تعزيز أنظمته الأمنية لحماية بيانات العملاء ورفع مستوى الثقة في خدماته الرقمية.
ويحتفظ البنك بعلاقات وثيقة مع الحكومة الصينية التي تمتلك جزءًا من أسهمه، مما يوفر له دعمًا استراتيجيًا في تنفيذ مشاريعه الكبرى.
ويساهم البنك بفاعلية في مبادرات التنمية الاقتصادية الوطنية، مثل مبادرة "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات والبنية التحتية في العديد من الدول، مما يعكس التزامه بالمساهمة في النمو الاقتصادي على المستويين المحلي والدولي.
كما يولي بنك الاتصالات الصيني اهتمامًا كبيرًا بالمسؤولية المجتمعية والاستدامة، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والمساهمة في التنمية المستدامة، فهو يشارك في مبادرات بيئية واجتماعية تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الشمول المالي، من خلال تمويل المشاريع البيئية مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة، وتطبيق معايير التمويل الأخضر.
وعلى الصعيد الاجتماعي، يدعم البنك التعليم وبرامج التدريب المهني بمنح دراسية للطلاب الموهوبين ويساهم في مكافحة الفقر عبر تقديم قروض ميسرة للأسر ذات الدخل المحدود ومساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة على تحقيق النمو والاستدامة.
كما يسعى البنك إلى تقليل الأثر البيئي لعملياته من خلال التوسع في الخدمات المصرفية الإلكترونية، مما يساهم في الحد من استخدام الورق والطاقة في الفروع التقليدية، ويعزز بذلك مفاهيم الحوكمة الرشيدة والشفافية، لضمان إدارة أعماله وفق أعلى المعايير الأخلاقية والمستدامة.