يشير مصطلح التنافس الضريبي إلى قيام الدول بتقليل الضرائب أو تقديم إعفاءات ضريبية بهدف جذب الشركات والمستثمرين

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قاموس «First».. ما المقصود بالتنافس الضريبي؟

FirstBank

يشير مصطلح التنافس الضريبي إلى قيام الدول بتقليل الضرائب أو تقديم إعفاءات ضريبية بهدف جذب الشركات والمستثمرين، وتلجأ العديد من الحكومات إلى هذه الخطوة في محاولة لتعزيز الاقتصاد وزيادة فرص العمل.

ومع تزايد الانفتاح الاقتصادي في العالم، أصبح التنافس الضريبي أداة شائعة تستخدمها الدول للتفوق على بعضها في جذب الاستثمارات، ويظهر هذا التنافس في أشكال متعددة مثل خفض ضريبة الدخل على الشركات، أو تخفيف القيود على الضرائب العقارية أو الجمركية.

وتبرز أهمية التنافس الضريبي في قدرته على تعزيز بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما يُسهم في تحريك عجلة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وتلجأ العديد من الدول النامية إلى هذه السياسات لتعويض ضعف البنية التحتية أو نقص الموارد الطبيعية لديها، وبالتالي تقديم ميزة تنافسية اقتصادية.

ويحمل التنافس الضريبي مزايا عدة، من أبرزها زيادة تدفق الاستثمارات الخارجية، ورفع مستوى التوظيف، وتحفيز الابتكار من خلال خلق بيئة أعمال مرنة، كما يفرض ضغطًا إيجابيًا على الحكومات لتحديث سياساتها وتحسين أدائها الإداري، لجعل مناخ الأعمال أكثر جاذبية.

ولكن ينتج عن هذا التنافس أوجهًا سلبية لا يمكن تجاهلها، أبرزها تآكل القاعدة الضريبية الوطنية، ما يؤدي إلى تراجع في الإيرادات العامة التي تحتاجها الدولة لتمويل خدماتها الأساسية من صحة وتعليم وبنية تحتية.

كما يتسبب في ما يُعرف بـ"سباق إلى القاع"، حيث تتنافس الدول على تخفيض الضرائب إلى مستويات غير مستدامة اقتصاديًا واجتماعيًا، ولهذا السبب ظهرت مبادرات دولية مثل مبادرة "الحد الأدنى للضرائب على الشركات" بقيادة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للحد من هذا التنافس الضار.

ولهذا يجب على الدول تبني سياسات تعمل على الموازنة بين سعيها لجذب المزيد من الاستثمارات، وبين رغبتها في بناء قاعدة الضريبية قوية تساعدها في تنفيذ خطط التنمية وتلبية حاجات المواطنين، فالضرائب تعتبر المصدر الرئيسي للدخل القومي للدول وأساس رفاهيتها.