مؤسسات عملاقة: «FinecoBank» الإيطالي.. مؤسسة مصرفية تجمع بين الابتكار والكفاءة
First Bank
تأسس FinecoBank Banca عام 1999 في إيطاليا كجزء من مجموعة UniCredit العملاقة، بهدف تطوير نموذج مصرفي رقمي متكامل يدمج الخدمات المصرفية والاستثمارية وإدارة الثروات في منصة واحدة.
وخلال سنوات قليلة، أصبح Fineco واحد من أولى المؤسسات في أوروبا التي طبقت مفهوم «البنك الشامل عبر الإنترنت»، حيث أتاح لعملائه تنفيذ جميع العمليات المصرفية والمالية دون الحاجة لزيارة الفروع التقليدية.
ومع مرور الوقت، توسعت أعمال البنك خارج السوق الإيطالية، خاصة في المملكة المتحدة وألمانيا، عبر إنشاء منصات رقمية مخصصة وإطلاق خدمات إدارة الثروات للأفراد من أصحاب الملاءة العالية، ما عزز مكانته كبنك رقمي أوروبي رائد.
وفي عام 2014، شهد البنك نقطة تحول مهمة بانفصاله عن UniCredit Group وبدء تداول أسهمه في بورصة ميلانو، ما عزز استقلاليته وأتاح له توجيه استراتيجيته نحو مزيد من الابتكار والانتشار الأوروبي.
وفي السنوات الأخيرة، نال البنك اعترافًا دوليًا واسعًا، حيث صنفته مجلة Forbes عام 2024 كأفضل بنك في إيطاليا وأحد أبرز البنوك في أوروبا من حيث جودة الخدمات والابتكار الرقمي، ما عزز مكانته كأحد النماذج الرائدة في الدمج بين الكفاءة المالية والتكنولوجيا المصرفية الحديثة.
واعتمد FinecoBank على استراتيجية رقمية رائدة جعلته من أكثر البنوك كفاءة في أوروبا، فهو يقدم مجموعة متكاملة من الخدمات تشمل الحسابات الجارية والادخارية، تداول الأسهم والأدوات المالية عبر الإنترنت، وخدمات استشارات استثمارية ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كما توسع في مجال التمويل المستدام عبر منتجات خضراء وإدارة محافظ تراعي مبادئ الاستثمار المسؤول ESG، ما يعكس التزامه بالاستدامة في عملياتها التمويلية والاستثمارية.
ويتميز FinecoBank بتطوير بنية رقمية تعد من الأكثر تقدمًا في القطاع المصرفي الأوروبي، حيث يدير أكثر من 100 ألف عملية تداول يوميًا من خلال منصتها الإلكترونية، كما استثمر بكثافة في أمان البيانات والحلول السحابية.
دوليًا، يواصل FinecoBank تعزيز وجوده في الأسواق الأوروبية عبر التوسع في الخدمات العابرة للحدود وتقديم حلول رقمية متقدمة لعملاء المملكة المتحدة، في خطوة تهدف لجعلها مؤسسة مالية أوروبية متكاملة ذات حضور مستدام ومؤثر في الأسواق المتقدمة.
وفي مجال الاستدامة، يلتزم FinecoBank بسياسات صديقة للبيئة، حيث يهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في عملياته بحلول عام 2030، كما يستثمر في التقنيات المالية النظيفة وتدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجالات الاقتصاد الأخضر.
ورغم النجاحات البارزة التي حققها FinecoBank في السنوات الأخيرة، إلا أنها يواجه مجموعة من التحديات في بيئة مصرفية أوروبية شديدة التنافسية، من أبرزها؛ زيادة المنافسة من البنوك الرقمية وشركات التكنولوجيا المالية (FinTech) التي تقدم حلولًا منخفضة التكلفة وسريعة التوسع، ما يفرض على البنك مواصلة الابتكار للحفاظ على قاعدة عملائه.
كما يواجه البنك ضغوطًا ناتجة عن تغيرات السياسات النقدية الأوروبية وارتفاع معدلات الفائدة، مما يؤثر على تكلفة التمويل واستقرار الأرباح في المدى المتوسط، إضافة إلى ذلك، تشكل التقلبات في الأسواق المالية العالمية تحديًا أمام أنشطة إدارة الأصول التي تمثل جزءًا رئيسيًا من إيرادات البنك.
وعلى الرغم من كفاءته الرقمية العالية، يظل البنك مطالبًا بتعزيز أنظمة الأمان السيبراني لمواكبة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي وضمان حماية بيانات العملاء.
