مؤسسات عملاقة: «National Bank of Greece».. أكثر من 180 عامًا من الريادة المصرفية في اليونان
First Bank
يُعد National Bank of Greece «NBG» أقدم وأعرق المؤسسات المصرفية في اليونان، وقاطرة للقطاع المالي والاقتصاد الوطني لأكثر من قرن ونصف.
وتعود جذور البنك إلى عام 1841، حيث كان أول مؤسسة مالية تُؤسَّس في الدولة اليونانية الحديثة عقب استقلالها.
لعب البنك دورًا محورياً في تنظيم النظام النقدي للبلاد، وحصل على امتياز إصدار العملة حتى تأسيس بنك اليونان المركزي في عام 1928.
وخلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، لم يكن البنك مجرد مؤسسة تجارية، بل كان شريكًا في بناء الدولة، حيث ساهم في تمويل مشاريع البنية التحتية الوطنية ودعم القطاعات الزراعية والصناعية.
كما يُعد من أوائل الشركات المدرجة في بورصة أثينا عام 1880، ورغم التحديات الكبرى التي واجهها الاقتصاد اليوناني، خاصة خلال الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون السيادية التي شهدتها اليونان بين 2009 و2015، استطاع البنك التكيف وإعادة هيكلة عملياته، ليظل أحد البنوك الأربعة المهيمنة على السوق اليوناني ويخضع للإشراف المباشر من البنك المركزي الأوروبي.
وعلى المستوى الإقليمي، يمتلك البنك الوطني اليوناني دورًا مهمًا في جنوب شرق أوروبا، حيث يتواجد في قبرص من خلال شركته التابعة National Bank of Greece (Cyprus)، كما يحتفظ بحصة مسيطرة في Stopanska Banka A.D. – Skopje في مقدونيا الشمالية.
ورغم تخليه عن بعض فروعه وعملياته خلال سنوات أزمة الديون اليونانية، يركز البنك حاليًا على أسواق مختارة لتمويل التجارة الإقليمية وخدمة الشركات اليونانية ذات النشاط الدولي، كما يحتفظ بمكتب تمثيلي في ملبورن، أستراليا.
وفي مجال التحول الرقمي، يُعد البنك من الرواد في السوق اليونانية، إذ تبنى استراتيجية جريئة لتحويل نموذج عمله التقليدي إلى نموذج رقمي، استجابة لضغوط خفض التكاليف خلال أزمة الديون السيادية، وأطلق منصات رقمية قوية، ليصل عدد عملائه النشطين رقميًا إلى أكثر من 3.1 مليون.
ومن أبرز إنجازاته تمكين العملاء من فتح حساب مصرفي جديد بالكامل عبر القنوات الرقمية، مما يعزز كفاءته التشغيلية ويقلل اعتماده على شبكة الفروع التقليدية.
ويولي البنك أهمية كبيرة للاستدامة، حيث يدمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) في استراتيجيته بشكل متزايد، ويسعى لتعزيز التمويل الأخضر عبر دعم مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، كما يعمل على تقليل بصمته البيئية، ويحافظ على أرشيفه التاريخي الثري باعتباره جزءًا مهمًا من التاريخ الاقتصادي والثقافي لليونان.
