مؤسسات عملاقة: مجموعة سيتيك القابضة.. جسر الصين للعالم

تأسست مجموعة سيتيك القابضة (CITIC Group) عام 1979 بمبادرة من الحكومة الصينية، لتكون بمثابة الجسر الذي يربط بين الاقتصاد الصيني والأسواق العالمية.

جاءت فكرة تأسيسها استجابة لرغبة الصين في تسريع عملية الانفتاح الاقتصادي والإصلاحات الشاملة التي بدأتها في أواخر السبعينات، وقد تم تأسيس المجموعة تحت إشراف مباشر من مجلس الدولة الصيني.

وتُعد مجموعة سيتيك القابضة نموذجًا بارزًا لمؤسسة تجمع بين الطابع الوطني والرؤية العالمية، فقد نجحت في تحقيق توازن دقيق بين دعم السياسات الاقتصادية الوطنية وبين السعي لتحقيق النمو التجاري العالمي.

لعبت مجموعة سيتيك دورًا رئيسيًا في تقديم استثمارات استراتيجية أسهمت في تعزيز النمو الاقتصادي للصين،حيث توسعت أنشطة المجموعة لتشمل قطاعات متعددة مثل الخدمات المالية، الطاقة، الصناعات التحويلية، العقارات، البنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات، كما تبنت المجموعة نموذج أعمال متنوع ومتعدد المجالات، مما مكنها من مواجهة تقلبات السوق وتحقيق نمو مستدام على مدى العقود الماضية.

قامت مجموعة سيتيك بتوسيع نشاطها خارج حدود الصين، حيث أنشأت استثمارات وشركات تابعة في آسيا، أوروبا، أمريكا الشمالية، وأفريقيا، ومن خلال صفقات الاستحواذ والشراكات الدولية، رسخت المجموعة حضورها في أسواق متعددة، مما عزز مكانة الصين الاقتصادية عالمياً، وساهم في نقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى الداخل الصيني.

تبنت مجموعة سيتيك سياسات صارمة لدعم التنمية المستدامة، فقد ركزت على الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والبنية التحتية الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تطبيق معايير بيئية صارمة في كافة أنشطتها الصناعية والإنشائية، تسعى المجموعة باستمرار إلى تقليل الأثر البيئي لمشاريعها من خلال استخدام التكنولوجيا النظيفة وتحسين كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية.

كما أولت مجموعة سيتيك اهتمامًا كبيرًا بالابتكار والتحديث التقني، حيث استثمرت في مجالات الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، والتقنيات الصناعية الحديثة، بما في ذلك دعم الأبحاث والتطوير في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وعملت على دمج التكنولوجيا الحديثة في أنشطتها التشغيلية لتعزيز الإنتاجية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لعملائها حول العالم.

ونجحت مجموعة سيتيك في تحقيق توازن دقيق بين دعم السياسات الاقتصادية الوطنية وبين السعي لتحقيق النمو التجاري العالمي. ومن خلال التزامها القوي بالتنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي، تواصل مجموعة سيتيك تعزيز مكانتها كواحدة من أكبر وأقوى المجموعات الاستثمارية المتنوعة في الصين والعالم.