مؤسسات عملاقة: من باريس إلى العالم.. قصة نجاح بنك سوسيتيه جنرال

تأسس بنك سوسيتيه جنرال (Société Générale) عام 1864 في العاصمة الفرنسية باريس، ويُعدّ من أعرق المؤسسات المصرفية في أوروبا.

جاء تأسيسه بهدف دعم الأنشطة التجارية والصناعية في فرنسا، ومنذ ذلك الحين شهد البنك تطورًا كبيرًا جعله من أبرز البنوك على مستوى العالم.

وقد رسَّخ مكانته كمؤسسة مالية موثوقة من خلال تقديم باقة واسعة من الخدمات المصرفية التي تلبي احتياجات الأفراد والشركات، وساهم بدور فاعل في تنمية الاقتصاد الفرنسي والأوروبي بشكل عام.

شهد البنك توسعًا عالميًا لافتًا، حيث أصبح له حضور في أكثر من 70 دولة حول العالم، ويعمل ضمن كوادره ما يزيد عن 126,000 موظف.

ويتركز نشاط بنك سوسيتيه جنرال بشكل أساسي في أوروبا، مع انتشار ملحوظ في كل من إفريقيا، آسيا، وأمريكا، ففي إفريقيا، يضطلع البنك بدور محوري في تمويل مشاريع التنمية والبنية التحتية، بينما يركز في آسيا على تقديم خدمات مصرفية استثمارية، ويتميز في أوروبا بتوفير حلول مالية متقدمة تشمل إدارة الأصول والخدمات المصرفية الرقمية.

وفي إطار إعادة ترتيب أولوياته الجغرافية، انسحب البنك من السوق الروسية في عام 2022 نتيجة تداعيات الأزمة الجيوسياسية، وهو ما مثّل تحولًا استراتيجيًا في توزيع أنشطته العالمية.

ويُعدّ بنك سوسيتيه جنرال من أبرز البنوك التي تبنّت التحول الرقمي في القطاع المصرفي، حيث استثمر بكثافة في تطوير خدماته الإلكترونية، من خلال تطبيقات الهاتف المحمول والمنصات الرقمية، إلى جانب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية والأمان السيبراني.

كما عمل على تحديث بنيته التحتية الرقمية بما يضمن تحسين تجربة العملاء، وتعزيز قدراته في مجال الأمن السيبراني لمواجهة التحديات التكنولوجية المتسارعة.

وفي سياق التزامه بمبادئ التمويل المستدام، وضع البنك أهدافًا طموحة للحد من بصمته البيئية، معلنًا سعيه لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقد بدأ تدريجيًا في وقف تمويل مشروعات الفحم والطاقة الملوثة، ووجّه استثماراته نحو دعم مشاريع الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

كما شارك في العديد من المبادرات الدولية الرامية إلى تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ما يعكس حرصه على أداء دوره كمؤسسة مالية مسؤولة تسعى إلى إحداث أثر إيجابي مستدام على البيئة والمجتمع.