مؤسسات عملاقة: رابو بنك.. من الريف الهولندي إلى العالم

يُعد رابو بنك الهولندي من أبرز البنوك التعاونية في العالم، حيث تعود جذوره إلى عام 1895 عندما تأسست أولى التعاونيات المصرفية الريفية في هولندا لتقديم التمويل للمزارعين والمجتمعات الريفية، تأسس البنك رسميًا عام 1972 بعد اندماج مؤسستين رئيسيتين هما رايفايزن بنك وبورينلين بنك، ليشكل ما يُعرف اليوم بـ«رابو بنك»، مع الحفاظ على طابعه التعاوني الذي يميّزه عن البنوك التجارية التقليدية.

منذ الثمانينات، بدأ البنك في التوسع خارج هولندا، حيث أنشأ فروعًا في العديد من الدول منها أستراليا، نيوزيلندا، ألمانيا، والولايات المتحدة، مركزًا على تقديم خدمات مصرفية متخصصة في مجالات الزراعة والأغذية.

وفي عام 2002، أطلق البنك خدمته الرقمية “Rabo Direct”، ما عزز مكانته كأحد البنوك الرائدة في مجال الخدمات المصرفية الإلكترونية في أوروبا.

يحتل رابو بنك اليوم مكانة مرموقة عالميًا، حيث يُصنّف ضمن أكبر 50 بنكًا في العالم من حيث رأس المال الأساسي، ويُعد ثاني أكبر بنك في هولندا.

كما يُعتبر رابو بنك من البنوك الرائدة في دعم التمويل الأخضر والمشاريع البيئية، أصدر البنك صكوكًا خضراء بقيمة تجاوزت 5 مليارات يورو، كما موّل مشاريع طاقة متجددة بقيمة 2.6 مليار يورو خلال عام 2023.

ويشترك البنك مع البنك الاستثماري الأوروبي (EIB) في برامج تمويلية مستدامة تتجاوز قيمتها 1.8 مليار يورو، دعمًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما يلتزم البنك بسياسات “Net-Zero” الهادفة إلى خفض انبعاثاته الكربونية، ويقدّم قروضًا مشروطة بممارسات بيئية مسؤولة.

ويعرف رابو بنك بدعمه الواسع للمجتمعات من خلال برامج مثل “Rabo Club Support” التي موّلت آلاف الأندية والجمعيات المحلية، ومؤسسة “Rabo Foundation” التي تعمل منذ 1974 على دعم صغار المزارعين في دول نامية بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

كما يشارك البنك في مبادرات تعليمية وتنموية في ألمانيا، الصين، البرازيل، وغيرها، مستهدفًا تمكين الشباب وتحقيق الشمول المالي.

يرتكز مستقبل رابو بنك على ثلاثة محاور رئيسية هي: التحول في قطاع الأغذية والزراعة، مواجهة التغير المناخي، وتعزيز الشمول الاجتماعي. وبفضل تاريخه التعاوني، ونهجه المستدام، أصبح رابو بنك مثالًا حيًا للبنك الذي يجمع بين الأداء المالي القوي والمسؤولية البيئية والاجتماعية، مما يجعله نموذجًا فريدًا في عالم البنوك الحديثة.