مؤسسات عملاقة: «نومورا».. من وسيط مالي ياباني في أوساكا إلى مجموعة مالية عالمية متكاملة

تأسست شركة نومورا هولدنج «Nomura» في عام 1925 بمدينة أوساكا اليابانية، تحت اسم "نومورا للأوراق المالية"، كإحدى أوائل الشركات المتخصصة في الوساطة المالية في اليابان، ومع مرور العقود، توسعت أعمالها تدريجيًا لتتحول من شركة محلية إلى مجموعة مالية متكاملة.

وخلال عام 2001، تم تأسيس الكيان القابض "نومورا هولدنج" ليقود عمليات إعادة الهيكلة وتوسيع الأعمال إقليميًا وعالميًا، وقد شكّل استحواذ نومورا على أصول بنك Lehman Brothers في أوروبا وآسيا عام 2008 نقطة تحول رئيسية في تعزيز حضورها العالمي، مما مكنها من توسيع نشاطها في الأسواق الغربية لتصبح أحد أبرز الكيانات الاستثمارية على المستوى الدولي.

تتمتع «نومورا» اليوم بحضور واسع في أكثر من 30 دولة حول العالم، ويشمل ذلك مراكز مالية رئيسية مثل نيويورك، لندن، هونغ كونغ، سنغافورة، فرانكفورت، وبكين، إلى جانب توسعها النشط في الأسواق الناشئة مثل الهند وأمريكا اللاتينية.

وتُعد «نومورا» من الكيانات القليلة ذات الجذور الآسيوية التي تمكنت من ترسيخ مكانتها في القطاع المصرفي العالمي، خاصة في مجالات إدارة الثروات، والوساطة المالية، والاستثمار المصرفي.

كما تمثل الأسواق الدولية حاليًا نسبة متزايدة من إجمالي أرباح المجموعة، مع خطط مستقبلية لزيادة التركيز على إدارة الأصول وتعزيز حضورها في أمريكا الشمالية وأوروبا.

تسعى «نومورا» إلى لعب دور قيادي في دعم التحول نحو التمويل المستدام، حيث أدرجت الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها المؤسسية، وتشارك المجموعة في تمويل المشاريع الخضراء وترتيب إصدارات السندات البيئية.

كما أطلقت صناديق استثمارية تركز على الشركات التي تلتزم بمعايير ESG وتهدف نومورا إلى تقليل انبعاثاتها الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني في عملياتها التشغيلية بحلول 2030، مع تعزيز الاستثمارات التي تساهم في مواجهة التغير المناخي على المدى الطويل.

تلعب «نومورا» دورًا مجتمعيًا واضحًا من خلال برامجها المتنوعة في مجالات التعليم، الشمول المالي، وتمكين المرأة، وتقدم المجموعة منحًا وبرامج تدريبية لطلبة الجامعات والمهنيين الشباب، كما تشارك في مبادرات نشر الوعي المالي داخل اليابان وخارجها.

وتتبنى سياسات واضحة تجاه دعم التنوع والمساواة داخل بيئة العمل، وتهدف إلى تعزيز الحوكمة الرشيدة والشفافية في كافة تعاملاتها مع العملاء والشركاء.

تواكب «نومورا» التحولات الرقمية المتسارعة في القطاع المالي، حيث استثمرت بقوة في تطوير بنيتها الرقمية وتحسين جودة الخدمات عبر القنوات الذكية، وتركز استراتيجيتها التكنولوجية على الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الكبيرة، وتطبيقات الحوسبة السحابية، إلى جانب استخدام تقنية البلوك تشين في المعاملات المالية المعقدة.

كما تعمل «نومورا» على تعزيز قدراتها الرقمية في إدارة الأصول وتقديم الاستشارات الاستثمارية، مع الاهتمام بتجربة العميل عبر المنصات الرقمية التفاعلية.