الرئيس التنفيذي لبنك نكست: 11% من محفظة البنك تمويلات مستدامة بقيمة تصل إلى 3.5 مليار جنيه
قال تامر سيف الدين، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لـ«بنك نكست»، إن محفظة التمويل المستدام بالبنك سجلت ما بين 3 إلى 3.5 مليار جنيه، بما يعادل نحو 11% من إجمالي محفظته الائتمانية، وتشمل تمويلات في قطاعات التعليم، والصحة، والإسكان، والمشروعات الصديقة للبيئة، واعتبر هذه النسبة «خطوة مهمة في مسار التحول الأخضر» الذي يستهدفه البنك خلال السنوات المقبلة.
وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الثالثة بعنوان "دور البنوك في معركة التغيير المناخي" من مؤتمر الناس والبنوك في نسخته التاسعة عشر المنعقد اليوم، والتي تناقش الدور المحوري الذي تقوم به البنوك في مواجهة تحديات التغير المناخي من خلال توجيه التمويل نحو مشروعات صديقة للبيئة وتعزيز مفهوم التمويل المستدام وتقديم المشورة للأفراد والمؤسسات لتحقيق أهداف الحد من الانبعاثات الكربونية.
وأضاف "سيف الدين" أن البنك أطلق منتجات مالية خضراء لتشجيع التحول نحو الطاقة النظيفة، مثل برامج تمويل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية للأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تقديم استشارات فنية للعملاء لتحسين كفاءة الطاقة في مشروعاتهم، مع توفير حوافز تمويلية بأسعار فائدة تنافسية.
وأشار إلى أن «BANK NXT» نجح في ترجمة أهداف الاستدامة التي وضعتها «المتحدة للاستدامة» ضمن رؤية مصر 2030 إلى خطوات عملية داخل استراتيجيته الخمسية الجديدة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن «التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل».
وأوضح "سيف الدين" أن البنك بدأ أولًا بتطبيق مبادئ الاستدامة على مستوى المؤسسة نفسها، قبل توجيهها إلى العملاء، لضمان تجربة أكثر واقعية وفاعلية. وتركّزت الاستراتيجية على عدد من المحاور الرئيسية، من أبرزها تعزيز الابتكار، والاعتماد على التحول الرقمي، وتطوير التمويل المستدام، وتحسين كفاءة الموارد داخل البنك.
وأشار إلى أن «BANK NXT» أجرى مراجعة شاملة لبنيته التشغيلية، تضمنت استخدام تقنيات تقلل من استهلاك الطاقة والموارد مثل الكهرباء والمياه والورق، مع إدخال نظم قياس دقيقة لمتابعة الأداء في الفروع والمقر الرئيسي، بهدف رصد التحسن وتقييمه بشكل دوري.
كما أوضح سيف الدين أن البنك وضع آليات واضحة لدمج مبادئ الاستدامة في عمليات تقييم العملاء، بحيث لا تقتصر التحليلات على الجدارة الائتمانية فقط، بل تمتد لتشمل الأثر البيئي والاجتماعي للمشروعات.
وأضاف أن البنك بدأ بالفعل في تصنيف العملاء وفقًا لمستويات المخاطر البيئية، وإدراج مؤشرات الاستدامة ضمن عملية اتخاذ القرار الائتماني، لضمان توافق التمويل مع الأهداف البيئية الوطنية.
ولفت الرئيس التنفيذي لبنك نكست، أن البنك يولي اهتمامًا كبيرًا بمحور بناء الوعي والتثقيف في مجال الاستدامة، سواء داخل البنك أو بين عملائه، إذ عقد شراكات مع مؤسسات تعليمية وتدريبية مثل برنامج "فريند سكول مانجمنت"، لتأهيل فرق العمل لاكتساب مهارات إدارة الاستدامة، فضلًا عن برامج موجهة لرواد الأعمال لدعمهم فنيًا في تطوير مشروعاتهم المستدامة.
ونوه إلى أن البنك أجرى إعادة هيكلة داخلية متكاملة شملت إنشاء إدارة مختصة بالاستدامة، تعمل بالتنسيق مع الإدارات الأخرى لضمان دمج المفاهيم البيئية والاجتماعية في مختلف عمليات البنك، مما ساعد على تحقيق توازن بين الأهداف التجارية ومتطلبات التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، أكد تامر سيف الدين على أن بنك نكست يمضي في تنفيذ رؤيته نحو تحقيق التمويل المسؤول، معتبرًا أن عام 2030 وما بعده يمثل «فرصة حقيقية لقيادة التغيير نحو مستقبل أخضر قادر على تحويل التحديات إلى فرص ودعم الاقتصاد المصري في مسار التنمية المستدامة».
