FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



مؤسسات عملاقة: البنك السعودي الفرنسي: 5 عقود من التطور والابتكار في العمل المصرفي

FirstBank

يعد البنك السعودي الفرنسي أحد أبرز المؤسسات المصرفية في المملكة، وقد تأسس عام 1977 بموجب المرسوم الملكي رقم م/23، ليبدأ رحلته عبر شراكة استراتيجية مع مؤسسة Crédit Agricole الفرنسية، وذلك بعد انتقال أعمال بنك Banque de l’Indochine et de Suez إلى كيان سعودي جديد يحمل رؤية مختلفة وطموحًا أكبر.

اتخذ البنك منذ اللحظة الأولى مسارًا يعتمد على الدمج بين الخبرة الأوروبية العريقة والاحتياجات المالية المتنامية في الاقتصاد السعودي، فركز في سنواته الأولى على بناء شبكة فروع محلية، وتعزيز قدراته في الخدمات الأساسية للأفراد والشركات، مع تأسيس أنظمة عمل متطورة بدعم مباشر من الشريك الفرنسي.

توسعت أعمال البنك تدريجيًا مع دخول الثمانينيات والتسعينيات، فبدأت مرحلة جديدة تقوم على إنشاء وحدات متخصصة تشمل خدمات إدارة الأصول وتمويل المشاريع والتمويل التجاري والوساطة المالية، وهي القطاعات التي شكلت لاحقًا هيكل نشاطه الرئيس.

وتأسست في هذه الفترة شركة السعودي الفرنسي كابيتال كذراع استثماري متكامل للبنك بهدف تقديم حلول استثمارية وصناديق مالية واستشارات للشركات الكبرى، وهو ما عزز مكانته في السوق، واستفاد البنك بشكل كبير من شراكته الطويلة مع Crédit Agricole CIB، وهي علاقة منحته قدرة أكبر على ترتيب القروض المشتركة وتمويل المشروعات العملاقة في الطاقة والنفط والبنية التحتية، بالإضافة إلى تسهيل الخدمات الدولية لعملائه في الأسواق الأوروبية والآسيوية.

ومع دخول الألفية الجديدة، ركز البنك السعودي الفرنسي على إعادة بناء بنيته التقنية وتطوير قنواته، فبدأ العمل على تقديم خدمات مصرفية حديثة تعتمد على التكنولوجيا، ووسع شبكة قنواته الرقمية، وأدخل أنظمة تشغيل جديدة عززت جودة الخدمة وقللت وقت المعالجة، كما عزز البنك نشاطه في قطاع الشركات، وأصبح شريكًا ماليًا في العديد من المشاريع الوطنية الكبرى، وفي الوقت ذاته وسع خدمات التجزئة المصرفية عبر إطلاق منتجات جديدة وبطاقات ائتمان متنوعة وحلول تمويلية متوافقة مع الشريعة.

أما مرحلة ما بعد 2015 فمثلت نقطة تحول شاملة، إذ أطلق البنك استراتيجية رقمنة واسعة هدفت إلى تحويل الخدمات التقليدية إلى حلول إلكترونية متكاملة، وتم تطوير تطبيق البنك ليتيح فتح الحسابات وإدارة الأموال والاستثمارات بشكل كامل عبر الهاتف، كما تم اعتماد التوقيع الإلكتروني وتقديم خدمات الدفع عبر المحافظ الرقمية، وإتاحة معظم منتجات التجزئة بصورة إلكترونية بالكامل.

كذلك اتجه البنك إلى بناء منصة رقمية متقدمة لإدارة الثروات، واستطاع بفضل هذه الخطوات أن يرسخ مكانته ضمن أكثر البنوك تطورًا رقميًا في المملكة، واستمرت علاقته الاستراتيجية مع Crédit Agricole CIB لتمنحه دعمًا إضافيًا في الأسواق الدولية، مع توسيع شبكة علاقاته الخارجية مع بنوك آسيوية وأوروبية، ما عزز إمكاناته في تمويل التجارة وتمويل المشروعات.

ويمتلك البنك السعودي الفرنسي عدة نقاط تميز جوهرية جعلته أحد أقوى البنوك في القطاع، أهمها المزج بين الخبرة الفرنسية-السعودية، وقوته الكبيرة في تمويل الشركات والمشاريع، ووجود ذراع استثماري متطور، بالإضافة إلى شبكة واسعة من العلاقات الدولية، إلى جانب استراتيجية التحول الرقمي التي جعلته أكثر قدرة على مواكبة تطورات السوق.

كما يولي البنك اهتمامًا لافتًا بالاستدامة، حيث يعمل على دمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية في عمليات التمويل، ويدعم مجموعة من المشروعات الخضراء في الطاقة المتجددة والبنية التحتية، فضلًا عن تطوير برامج تعليم مالي ومبادرات لدعم المشروعات الصغيرة، وتقليل البصمة البيئية داخل منشآته.

ورغم ذلك، يواجه البنك تحديات تشمل زيادة المنافسة من البنوك الرقمية والمنصات المالية الحديثة، وتقلبات أسعار الفائدة العالمية، والتطور المستمر في متطلبات الأمن السيبراني نظرًا لارتفاع الاعتماد على القنوات الإلكترونية، إضافة إلى التنافس الشديد داخل قطاع الشركات الكبرى الذي يشهد دخول مؤسسات إقليمية قوية.