محافظ «المركزي العراقي»: أسعار النفط عامل رئيسي في تقلب الاحتياطيات النقدية

قال علي محسن العلاق، محافظ البنك المركزي العراقي، إن التقلبات الحادة في أسعار النفط تنعكس مباشرة على مستوى الاحتياطيات النقدية لدى البنك المركزي العراقي، نظرًا لاعتماد العراق بشكل كبير على العائدات النفطية، حيث تمثل صادرات النفط نحو 90% من إجمالي مصادر العملات الأجنبية.

وجاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان «تمويل التنمية في ظل أزمة الديون العالمية: دور أدوات التمويل الأخلاقي والمستدامة»، ضمن فعاليات مؤتمر منتدى البركة الإقليمي الخامس، المنعقد بالشراكة الاستراتيجية مع جامعة الدول العربي.

وجدير بالذكر أن احتياطي النقد الأجنبي بالعراق بلغ نحو 98.15 مليار دولار تقريبًا بنهاية سبتمبر 2025، في حين تجاوزت مستويات 100 مليار دولار في فترات سابقة خلال العام، وهو ما يعكس قدرة البنك على الاستفادة من العوائد النفطية في دعم مخزون العملة الصعبة مع وجود بعض التراجع السنوي مقارنةً بعام 2024 بسبب التحديات الاقتصادية وتقلبات الأسواق النفطية. 

وأوضح "العلاق" أن السياسة المالية لا تزال تهيمن على السياسة النقدية في العراق، في ظل محدودية الموارد المتاحة، ما يفرض تحديات إضافية على قدرة السياسة النقدية على تحقيق أهدافها بكفاءة واستقلالية.

وأشار محافظ البنك المركزي العراقي إلى صعوبة تحقيق مثلث الاستقرار المصرفي والاستقرار المالي والاستدامة الاقتصادية بصورة متكاملة في آن واحد، موضحًا أن التركيز على أحد هذه المحاور غالبًا ما يكون على حساب الآخر، في ظل التحديات الهيكلية والظروف الاقتصادية العالمية الراهنة.

وفي سياق متصل، كشف "العلاق" أن الصكوك الإسلامية لم تمارس بعد في السوق العراقي، رغم ما تمثله من أداة تمويلية واعدة قادرة على دعم التنمية وتمويل المشروعات، وبما يتماشى مع مبادئ التمويل الأخلاقي والمستدام، مؤكدًا أهمية تهيئة البيئة التشريعية والمؤسسية اللازمة لتفعيل هذا النوع من الأدوات خلال المرحلة المقبلة.