FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قاموس «First».. ما المقصود بالندرة الاصطناعية؟

FirstBank

يشير مصطلح الندرة الاصطناعية إلى خلق نقص متعمد في توفر سلعة أو خدمة معينة رغم القدرة على إنتاجها أو توفيرها بكميات كافية، ويحدث ذلك لأغراض تجارية أو تسويقية أو حتى سياسية، حيث لا تعكس هذه الندرة واقع العرض والطلب الطبيعي، بل تصنع عن قصد بهدف رفع القيمة السوقية للمنتج، أو إثارة فضول المستهلك، أو دفعه لاتخاذ قرار شرائي سريع تحت ضغط “الفرصة الأخيرة”، وتنتشر هذه الظاهرة بشكل لافت في قطاعات مثل الموضة، والتكنولوجيا، أو حتى في بعض الخدمات الرقمية التي تضع حدودًا مصطنعة على الاستخدام.

ويوجد أشكال متعددة للندرة الاصطناعية، ومن أبرز هذه الأشكال الندرة الزمنية، حيث يُطرح المنتج أو العرض لفترة قصيرة، لإيهام المستهلك بأن الفرصة قد لا تتكرر، أما الندرة الكمية، فتقوم على تقليل المعروض من سلعة معينة عمدًا، حتى لو كانت القدرة الإنتاجية قادرة على تلبية الطلب، وهو ما يُستخدم كثيرًا في الإصدارات المحدودة، كما تظهر الندرة الحصرية عندما يُتاح المنتج لفئة محددة فقط مثل المشتركين أو الأعضاء، مما يعزز شعور التميز.

وتُعتبر الندرة الاصطناعية أداة فعالة في عالم التسويق، إذ تساعد في رفع القيمة النفسية للمنتجات والخدمات، وتُعزز هذه الظاهرة من الإحساس بالندرة والتميز، مما يدفع المستهلك إلى اتخاذ قرارات شرائية سريعة خوفًا من ضياع الفرصة، كما تساهم في زيادة المبيعات على المدى القصير، وتُستخدم في بناء صورة ذهنية قوية للعلامة التجارية، تُربط فيها الندرة بالجودة أو الفخامة أو الانتماء الحصري.

ورغم فعاليتها، لا تخلو الندرة الاصطناعية من سلبيات قد تضر بالمصداقية على المدى البعيد، إذ قد يفقد المستهلك الثقة بالعلامة التجارية إذا اكتشف أن الندرة كانت مجرد خدعة تسويقية، كما يؤدي إلى تضخيم الأسعار بلا مبرر حقيقي مما قد يضر بالعدالة الاقتصادية، خاصة إذا استُخدمت هذه الأساليب في مجالات حساسة مثل التعليم أو الأدوية أو الخدمات التقنية، وقد تُشجع هذه الندرة على سلوكيات استهلاكية غير عقلانية، حيث يُقبل الناس على الشراء فقط لأن المنتج نادر، لا لأنه ضروري أو مفيد فعلاً.

ويجب على الشركات تحقيق أهدافها التجارية دون اللجوء إلى الندرة المصطنعة من خلال تطوير منتجات ذات جودة حقيقية وقيمة مضافة للمستهلك، كما يجب عليها تقديم تجارب استهلاكية مميزة تقوم على الأصالة لا الخداع، حيث تُعد الشفافية في العرض، والتفاعل الحقيقي مع احتياجات المستهلكين، أدوات فعالة في بناء الثقة وتعزيز الولاء بعيدًا عن الخدع التسويقية المؤقتة.

تُشكل الندرة الاصطناعية سلاحًا ذا حدين، فهي قادرة على رفع المبيعات وتعزيز العلامة التجارية، لكنها قد تهدد سمعة المؤسسة إذا أُفرط في استخدامها، وتحتاج الأسواق الحديثة إلى مزيج من الإبداع التجاري والمسؤولية الاجتماعية، حتى لا يتحول الجذب التسويقي إلى أداة تضليل، حيث لا يُقاس نجاح المنتج بندرته، بل بقيمته الحقيقية ومدى إسهامه في تلبية احتياجات الناس بصدق وكفاءة.