FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



مؤسسات عملاقة: بنك بكين.. تجربة مصرفية حضرية ناجحة في قلب الصين

FirstBank

تأسس بنك بكين عام 1996 تحت اسم «Beijing City Commercial Bank» ، في إطار خطة الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقتها الحكومة الصينية لإعادة هيكلة النظام المالي.

وقد جاء تأسيس البنك ليخدم العاصمة الصينية ككيان مصرفي حضري يتمتع بالمرونة والاستقلالية، ويوفر خدمات مالية مخصصة لاحتياجات بيئة الأعمال المحلية.

ومع تغيير اسمه إلى "Bank of Beijing" عام 2005، بدأ البنك مرحلة جديدة من النمو والتوسع، ساعيًا إلى تعزيز مكانته بين البنوك الصينية الكبرى، مع التوسع في مدن اقتصادية رئيسية مثل شنغهاي وشنتشن وتيانجين، مستفيدًا من موقعه المركزي في العاصمة وما يوفره من فرص استراتيجية.

وفي ظل التغيرات التقنية المتسارعة، اتجه بنك بكين بقوة نحو التحول الرقمي، معتمدًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لتحسين كفاءة العمليات وتعزيز تجربة العملاء.

وأطلق البنك تطبيقات ذكية موجهة للأفراد والشركات، وطوّر نظمًا داخلية تعتمد على البيانات الضخمة لتحليل سلوك العملاء وتقديم حلول مالية مخصصة، وقد أثبتت هذه الاستثمارات أهميتها، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، حيث لعبت المنصات الرقمية دورًا محوريًا في استمرار تقديم الخدمات دون انقطاع.

كما تبنّى بنك بكين توجهًا استراتيجيًا واضحًا نحو التمويل الأخضر، متماشيًا مع رؤية الصين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، وقدم البنك قروضًا ميسرة لمشروعات الطاقة المتجددة، وأصدر سندات خضراء لدعم القطاعات الصديقة للبيئة، كما أنشأ آليات لتقييم الأثر البيئي للمشروعات قبل تمويلها.

وهذا التوجه لم يعزز فقط من سمعة البنك في مجال المسؤولية البيئية، بل فتح أمامه مجالات جديدة للنمو التمويلي ضمن القطاعات الناشئة.

ورغم تركيزه الأساسي على السوق المحلي، لم يغفل بنك بكين عن أهمية التعاون الدولي، حيث دخل في شراكة استراتيجية مع بنك ING الهولندي، ما ساهم في نقل خبرات متقدمة بمجالات الحوكمة وتطوير المنتجات وإدارة المخاطر.

كما افتتح مكتبًا تمثيليًا في هونغ كونغ، وشارك في فعاليات مصرفية إقليمية بهدف تعزيز حضوره الخارجي، خاصة في مجال التمويل التجاري وخدمات الشركات العابرة للحدود.

ولم يغفل البنك عن دوره المجتمعي، حيث أطلق مبادرات تمويل صغيرة لدعم رواد الأعمال، خاصة في المناطق الريفية، كما دعم برامج التعليم والرعاية الصحية، وساهم في جهود التصدي لجائحة كوفيد-19 عبر قروض طارئة وتبرعات مادية للقطاع الطبي.

هذه الأنشطة عززت من صورته كبنك مسؤول لا يقتصر دوره على الجوانب المالية فقط، بل يمتد إلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والشمول المالي.

ويُعد بنك بكين مثالًا حيًا على نجاح البنوك المحلية في الصين في التكيف مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية، جامعًا بين النمو التجاري، والتحول الرقمي، والمسؤولية البيئية والاجتماعية، ليصبح أحد أبرز النماذج المصرفية الحضرية في الصين المعاصرة