قاموس «First».. ماذا تعرف عن مؤشر البيج ماك؟
First Bank

ابتكر الاقتصاديون طرقًا متعددة لمقارنة الاقتصادات حول العالم، لكن لم يخطر ببال أحد أن وجبة سريعة قد تتحول إلى أداة تحليل اقتصادي، وجاء مؤشر البيج ماك كمثال حي على ذلك، ليصبح أحد أكثر المؤشرات شهرة وإثارة للفضول بين غير المتخصصين والاقتصاديين على حد سواء.
ابتدع مؤشر البيج ماك كوسيلة مبسطة لقياس القوة الشرائية للعملات المختلفة من خلال مقارنة أسعار شطيرة "بيج ماك" من مطاعم ماكدونالدز حول العالم، ويستند المؤشر إلى مفهوم تعادل القوة الشرائية (PPP)، الذي يفترض أن سلة واحدة من السلع والخدمات يجب أن تكلف السعر نفسه في جميع البلدان إذا ما تم التعبير عنها بنفس العملة.
ويقارن المؤشر سعر البيج ماك في بلد ما بسعرها في الولايات المتحدة، ثم يُحسب الفرق بين السعرين بعد تحويل العملة المحلية إلى الدولار الأمريكي، فإذا كان سعر البيج ماك في بلد معين أقل مما هو عليه في أمريكا، فإن عملة هذا البلد تُعد مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية، والعكس صحيح. وتتم العملية باستخدام المعادلة التالية:(سعر البيج ماك المحلي ÷ سعر البيج ماك في الولايات المتحدة) - سعر صرف العملة الرسمي، وهكذا يكشف المؤشر عن الفارق بين السعر الحقيقي والمقدّر للعملة.
ويمنح المؤشر الاقتصاديين والصحفيين والجمهور أداة مبسطة وسهلة الفهم لمتابعة الاختلالات في أسعار الصرف العالمية، كما يسلّط الضوء على تأثيرات التضخم، ومستويات المعيشة، والقوة الشرائية للمستهلكين. رغم بساطته، فإن المؤشر يعكس في كثير من الأحيان واقعًا اقتصاديًا معقدًا، خاصةً في الدول التي تتدخل حكوماتها في أسعار الصرف.
وأصدر مجلة "The Economist" البريطانية مؤشر البيج ماك لأول مرة عام 1986، بشكل ساخر في البداية، لكنه سرعان ما تحول إلى أداة تحليلة شهيرة تُستخدم بشكل دوري، ومنذ ذلك الحين، أصبحت النسخ المحدثة من المؤشر تصدر مرتين سنويًا، ويُنظر إليه على نطاق واسع كمرآة طريفة ولكن ذكية لحالة الاقتصاد العالمي.
ويبقى مؤشر البيج ماك شاهدًا على براعة تبسيط المفاهيم الاقتصادية المعقدة، وتحويلها إلى أدوات مرنة قادرة على جذب انتباه الرأي العام وفتح نقاشات واسعة حول العدالة الاقتصادية والاختلافات بين البلدان.