قاموس «First».. ما المقصود بسوق الدببة؟
First Bank

يُشير مصطلح سوق الدببة (Bear Market) أو الأسواق الهابطة إلى حالة من الانخفاض الحاد والمستمر في أسعار الأصول المالية، وغالبًا ما يُستخدم لوصف تراجع مؤشرات الأسهم بنسبة 20% أو أكثر من أعلى مستوياتها خلال فترة زمنية ممتدة، ويرتبط هذا النوع من الأسواق بحالة من التشاؤم وفقدان الثقة بين المستثمرين، مما يؤدي إلى موجات بيع متلاحقة تزيد من حدة الهبوط.
ويتسم سوق الدببة بعدد من الخصائص اللافتة، أبرزها انخفاض حاد في أسعار الأسهم، وتراجع في أحجام التداول، إلى جانب ارتفاع مستويات القلق وعدم اليقين بين المستثمرين، وتترافق هذه المرحلة عادة مع نتائج اقتصادية سلبية مثل ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو، فضلاً عن تبدل سلوك المستثمرين من المخاطرة إلى التحفظ، حيث يفضلون الاحتفاظ بالنقد أو الأصول الآمنة كالسندات والذهب.
وتحدث الأسواق الهابطة نتيجة عدة عوامل متشابكة، تبدأ في العادة بمؤشرات اقتصادية ضعيفة أو توقعات سلبية بشأن النمو، مثل انخفاض الناتج المحلي الإجمالي أو ارتفاع معدلات الفائدة، كما تُسهم الأزمات الجيوسياسية، وتفشّي الأوبئة، أو الانهيارات المالية المفاجئة في إثارة الذعر داخل الأسواق، ما يدفع المستثمرين إلى البيع العشوائي، ويزيد من وتيرة التراجع.
وشهد التاريخ المالي عدة مراحل بارزة من الأسواق الهابطة، أبرزها الانهيار الكبير عام 1929 الذي مهّد للكساد العظيم، وكذلك أزمة عام 2008 التي تسببت بها فقاعة الرهن العقاري، كما دخلت الأسواق العالمية في سوق دببة سريع خلال الربع الأول من عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، حيث خسر مؤشر "داو جونز" (مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة نيويورك وبورصة نازداك) أكثر من 30% من قيمته قبل أن تبدأ الأسواق بالتعافي لاحقًا.
تُعد أسواق الدببة جزءًا طبيعيًا من الدورة الاقتصادية والمالية، وعلى الرغم مما تخلفه من خسائر وضغوط نفسية على المستثمرين، فإنها تُمثل أيضًا فرصة لإعادة تقييم الاستراتيجيات وإعادة ضبط الأسواق، وفهم خصائص هذا النوع من الأسواق، وأسبابه، وتاريخه، يُمكن المستثمرين من اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وتوازنًا في مواجهة تقلبات السوق المستمرة.