قاموس «First».. ما المقصود بالمؤشرات الاقتصادية المتأخرة؟

يقصد بالمؤشرات الاقتصادية المتأخرة (Lagging Economic Indicators) البيانات التي لا تظهر إلا بعد تحرك الاقتصاد بشكل فعلي في اتجاه معين "سواء بالنمو أو الانكماش"، وهذه المؤشرات تعمل كمرآة تعكس الماضي القريب، وتستخدم للتحقق من صحة الاتجاهات التي كشفتها المؤشرات الرائدة أو المتزامنة.

وتوفر المؤشرات المتأخرة أداة تقييم دقيقة لصناع القرار الاقتصادي بعد مرور فترة كافية على التغيرات الفعلية، فهي تمكن الحكومات من معرفة مدى نجاح السياسات الاقتصادية، وتساعد البنوك المركزية على قياس أثر قرارات الفائدة أو التحفيز النقدي، كما تمنح المستثمرين والشركات ثقة أكبر في تعديل استراتيجياتهم على أساس بيانات مؤكدة، وليس مجرد توقعات أو إشارات أولية.

وتُصنّف المؤشرات الاقتصادية وفقا لتوقيت استجابتها للتغيرات في النشاط الاقتصادي إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي المؤشرات المتأخرة، والرائدة، والمتزامنة، وتشير المؤشرات المتأخرة إلى تلك التي لا يظهر تأثير التغيرات الاقتصادية عليها إلا بعد مرور فترة من الزمن.

وتُستخدم هذه المؤشرات عادة لتأكيد ما حدث بالفعل، مثل معدل البطالة، ومتوسط مدة البطالة، وأسعار الفائدة طويلة الأجل، أما المؤشرات الرائدة فهي التي تسبق التغيرات الاقتصادية، وتُعد أدوات مهمة للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، ومن أبرز أمثلتها تصاريح البناء ومؤشر ثقة المستهلك، في حين أن المؤشرات المتزامنة تتحرك بالتوازي مع النشاط الاقتصادي، مما يجعلها مرآة تعكس الوضع الاقتصادي الراهن، ومن أمثلتها الناتج المحلي الإجمالي الفعلي، والإنتاج الصناعي، ومستويات التوظيف الحالية.

وتُظهر المؤشرات الاقتصادية المتأخرة الصورة الكاملة للاقتصاد بعد أن تكون تطوراته الأساسية قد حدثت بالفعل، فهي لا تُستخدم للتنبؤ بالمستقبل، بل تُعد أداة دقيقة لتحليل ما وقع فعليًا، وتساعد هذه المؤشرات في تقييم السياسات والقرارات الاقتصادية المتخذة، وتوفير فهم أعمق للتغيرات التي طرأت على الاقتصاد، وفي بيئة اقتصادية تتسم بعدم اليقين وقد تخيب فيها التوقعات، تبقى المؤشرات المتأخرة بمثابة البرهان الحاسم الذي يربط بين ما كان يُتوقع حدوثه وما تحقق فعليًا، موفرة بذلك أساسًا موضوعيًا لمراجعة الأداء الاقتصادي.