قاموس «First».. ماذا تعرف عن عجز الميزان التجاري؟
First Bank
يُعرف عجز الميزان التجاري بأنه الحالة التي تتجاوز فيها قيمة الواردات قيمة الصادرات لدولة ما خلال فترة زمنية محددة، ما يعني خروج عملات أجنبية أكثر مما يدخل إليها، ويُعد هذا العجز من المؤشرات الاقتصادية المهمة التي تعكس قوة أو ضعف الاقتصاد في تعامله مع العالم الخارجي.
ويظهر عجز الميزان التجاري عادة نتيجة عدة عوامل، أبرزها ضعف القدرة التصديرية للبلاد بسبب محدودية الإنتاج أو انخفاض جودته، أو ارتفاع الطلب على السلع المستوردة نتيجة تفضيل المستهلك لها، وقد يكون ارتفاع أسعار الطاقة أو المواد الخام المستوردة سببًا مباشرًا، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي قد لا تشجع على دعم الصناعات المحلية أو تنويع مصادر الدخل.
ويمكن أن تواجه الدول عجز الميزان التجاري عبر تعزيز الصادرات بدعم القطاعات الإنتاجية وتشجيع الابتكار الصناعي والزراعي، كما يمكنها فرض قيود على بعض الواردات غير الضرورية أو توفير بدائل محلية لها بجودة منافسة، ويلعب تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر وتطوير السياحة دورًا إضافيًا في زيادة تدفقات العملة الأجنبية، بما يساهم في تقليص الفجوة التجارية.
وعلى سبيل المثال، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية لعقود طويلة عجزًا في ميزانها التجاري نتيجة اعتمادها الكبير على السلع المستوردة، خصوصًا من الصين، كما عانت مصر في فترات سابقة من عجز متزايد بسبب ارتفاع قيمة الواردات الغذائية والطاقة مقارنة بالصادرات، لكنها بدأت في السنوات الأخيرة برامج لزيادة الصادرات الزراعية والصناعية للحد من هذا الخلل.
ويبقى عجز الميزان التجاري مؤشرًا اقتصاديًا حساسًا لا يمكن تجاهله، فهو يوضح أوجه الضعف ويحفز على الإصلاح، وفي حين قد لا يشكل العجز خطرًا إذا كان مؤقتًا ومصحوبًا باستثمارات تعزز القدرة الإنتاجية المستقبلية، فإنه يتحول إلى تهديد حين يستمر بلا حلول، لذا، فإن التحدي الحقيقي للدول يكمن في تحويل هذا العجز إلى فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد وزيادة تنافسيته.
