FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



مؤسسات عملاقة: البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.. قوة تمويلية صاعدة من آسيا إلى العالم

FirstBank

تأسس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) عام 2015 بمبادرة من الصين، ليبدأ نشاطه الفعلي في يناير 2016 بعد أن انضمت 57 دولة مؤسسة، في مقدمتها دول آسيوية وأوروبية، وجاء تأسيسه استجابةً للحاجة المتزايدة لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في آسيا.

وتوسّع البنك ليضم أكثر من 109 دولة عضو بحلول 2024، ما جعله من أسرع المؤسسات المالية متعددة الأطراف نموًا على مستوى العضوية والانتشار.

بنهاية عام 2024، سجّل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية إجمالي أصول قدره نحو 57.1 مليار دولار، مما يعكس استمرار نموه كأحد أبرز البنوك متعددة الأطراف الصاعدة، وعلى صعيد التمويل، خصّص البنك حوالي 5.6 مليار دولار لمشروعات مرتبطة بالمناخ، أي ما يعادل نحو 67% من إجمالي التمويل السنوي، متجاوزًا بذلك هدفه الاستراتيجي البالغ 50% قبل عام 2025، هذا الأداء يعكس قوة المركز المالي للبنك، وقدرته على جذب التمويل بتكلفة منخفضة بفضل احتفاظه بتصنيفات ائتمانية مرتفعة (AAA)، وهو ما يعزز حضوره كلاعب أساسي في تمويل التنمية والبنية التحتية المستدامة.

أما على صعيد الأنشطة والخدمات، يركز AIIB على تمويل مشاريع البنية التحتية التقليدية مثل الطاقة والنقل والاتصالات والمياه، إلى جانب مشاريع البنية التحتية الرقمية، والتوسع في دعم شبكات المدن الذكية، كما يلعب دورًا محوريًا في تمويل مشروعات إقليمية مرتبطة بمبادرة "الحزام والطريق"، ما يجعله منصة رئيسية لربط الاقتصادات الآسيوية بالأسواق العالمية، البنك لا يقتصر على التمويل المباشر بل يشارك أيضًا في شراكات مع مؤسسات مثل البنك الدولي والبنك الآسيوي للتنمية، لتعبئة موارد أوسع وضمان إدارة المخاطر بشكل أفضل.

في مجال الابتكار الرقمي، تبنّى البنك استراتيجيات لتسريع أتمتة عملياته الداخلية، وتطوير منصات إلكترونية لإدارة القروض ومتابعة المشاريع بشكل أكثر شفافية، كما بدأ في اعتماد تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر وتعزيز جودة المشروعات، وهو ما يميزه عن بعض المؤسسات التقليدية التي ما زالت تعتمد على أساليب تقليدية في إدارة المشاريع.

ورغم هذا النجاح، يواجه AIIB تحديات كبيرة، فالمنافسة مع مؤسسات مالية راسخة مثل البنك الدولي والبنك الآسيوي للتنمية تمثل اختبارًا مستمرًا لقدراته على إثبات نفسه، كما أن التوترات الجيوسياسية في آسيا والتباطؤ الاقتصادي العالمي قد تؤثر على تدفق الاستثمارات أو الطلب على التمويل، ويضاف إلى ذلك التحدي الداخلي المتمثل في ضمان الالتزام الكامل بمعايير الحوكمة والشفافية مع توسع العضوية وتنوع الدول الأعضاء.

أما في ما يخص الاستدامة، فقد جعل AIIB التمويل الأخضر جزءًا رئيسيًا من استراتيجيته؛ حيث التزم بتخصيص 50% من تمويلاته بحلول 2025 لمشاريع تتعلق بمكافحة التغير المناخي والطاقة النظيفة، بالفعل، مول البنك مشروعات في مجالات الطاقة الشمسية والرياح والنقل منخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى دعمه خطط التحول للطاقة المتجددة في عدد من الدول النامية، كما يسعى البنك إلى أن تكون عملياته الداخلية محايدة كربونيًا في أفق السنوات القادمة، مع الالتزام بنشر تقارير دورية عن أدائه البيئي والاجتماعي وفق معايير ESG.

يعد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية نموذجًا لمؤسسة تنموية حديثة نشأت في آسيا لكن طموحها عالمي، فمنذ تأسيسه قبل أقل من عقد، نجح في بناء مكانة قوية عبر مزيج من القوة المالية، الانتشار الدولي، والالتزام بالاستدامة، ورغم التحديات المرتبطة بالمشهد الجيوسياسي والاقتصادي، يبقى AIIB لاعبًا رئيسيًا في رسم مستقبل البنية التحتية والتنمية المستدامة في آسيا وخارجها.