قاموس «First».. ما المقصود بعجز الموازنة العامة؟

يُعد عجز الموازنة العامة من أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول، ويُقصد به الفجوة التي تنشأ عندما تتجاوز النفقات العامة حجم الإيرادات التي تحققها الدولة خلال فترة زمنية معينة "عادةً ما تكون سنة مالية"، ويعكس هذا العجز مدى الضغط الواقع على المالية العامة، ويؤثر بشكل مباشر في معدلات النمو والاستقرار الاقتصادي.
وترجع أهمية أسباب عجز الموازنة العامة إلى عدة عوامل أبرزها، التوسع الكبير في النفقات الحكومية على الأجور والدعم والخدمات مقابل ضعف نمو الإيرادات العامة سواء من الضرائب أو من عوائد الاستثمار، فضلاً عن الاعتماد المفرط على الاقتراض الخارجي أو الداخلي وانخفاض أسعار الموارد الطبيعية كالنفط والغاز في بعض الدول، بالإضافة إلى الظروف السياسية والأزمات الاقتصادية العالمية التي قد تسهم في تعميق الفجوة بين الإيرادات والمصروفات.
وتسعى الدول للتغلب على عجز الموازنة العامة من خلال اتباع سياسات مالية أكثر انضباطًا، كترشيد الإنفاق العام وتوجيهه نحو الأولويات التنموية، وتوسيع القاعدة الضريبية دون زيادة الأعباء على الفئات محدودة الدخل، كما تعمل على تعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية لزيادة الإيرادات غير الضريبية، إلى جانب تحسين كفاءة إدارة الموارد والحد من الفساد المالي والإداري، وفي بعض الحالات، تلجأ الدول إلى إعادة هيكلة الدعم أو اعتماد أدوات تمويل مبتكرة لتخفيف الضغط على الموازنة.
ويتضح من ذلك أن عجز الموازنة العامة ليس مجرد أرقام مالية، بل هو انعكاس مباشر لمدى كفاءة إدارة الاقتصاد الوطني. وإذا ما نجحت الدول في تحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات عبر خطط إصلاحية واقعية، فإنها لا تضمن فقط تقليص العجز، بل تفتح الباب أمام استقرار مالي واقتصادي يعزز ثقة المواطنين والمستثمرين على حد سواء.