بدأت صناعة الملابس بهدف صنع ملابس ملائمة لجميع الطبقات في المجتمع وكذلك لتناسب جميع الأعمال التي يتولاها الأف

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



أخضر: الأزياء السريعة أحد أبواب الكوارث البيئية.. الوعي الاستهلاكي يحفظ البيئة

FirstBank

بدأت صناعة الملابس بهدف صنع ملابس ملائمة لجميع الطبقات في المجتمع، وكذلك لتناسب جميع الأعمال التي يتولاها الأفراد، ولكن شهدت العقود الأخيرة تحولات جذرية لتظهر صناعة الأزياء السريعة، فتحولت الملابس من وسيلة يستخدمها الناس في حياتهم اليومية إلى صيحة يتبعها الناس، حيث تم غرس هذه الصيحة في عادات الناس على أنها أحد أهم معايير تقييم الأفراد في المجتمع، مما دفع الناس لاتباع هذه الموضة وتصل أحياناً إلى اتباع أعمى.

تظهر أزمة الموضة السريعة في الفترة الزمنية التي تنتشر فيها ثم تبدأ في الاختفاء، سنجد أن الفترات الزمنية التي تظهر فيها موضة جديدة للملابس وتختفي مدة قصيرة جداً، وذلك مقارنةً بالفترة التي كان يشتري فيها الأفراد الملابس ويحتفظون بها لمدة طويلة في العقود الماضية، أثرت هذه الثقافة علي زيادة إنتاج الملابس الجديدة، وسعي المصممين لتصميم أزياء وأسلوب مختلف في فترات قصيرة، وامتد تأثيرها ليصل إلى البيئة.

حيث تساهم صناعة النسيج بما يصل إلى 8% من الانبعاثات من الغازات الدفيئة، مما يجعل صناعة النسيج أحد أكبر القطاعات في إنتاج هذه الغازات، ولا يقتصر الأمر على الانبعاثات وإنما يحتاج هذا القطاع إلى كميات كبيرة من المياه، حيث تستهلك 215 تريليون لتر من المياه سنوياً، ولكن المشكلة لا تتوقف عند الإنتاج والموارد المستخدمة.

بل تمتد التأثيرات لتصل إلى النفايات، فتصل نفايات قطاع النسيج إلى أكثر من 92 مليون طن سنوياً، وتكمن المشكلة في كيفية التخلص من النفايات التي يتم شحنها إلى الدول النامية التي لا تملك الوسائل اللازمة للتخلص من هذه النفايات بشكل صحيح، مما يجعل دول الجنوب مكباً لنفايات دول الشمال التي تصنع وتستهلك ثم تشحن النفايات على الدول النامية للتخلص منها.

تعد غانا إحدى الدول التي تعاني من هذه الأزمة، حيث أظهر تقرير صادر عن منظمة السلام الأخضر في أفريقيا، عن مدى الأضرار التي تتسبب بها هذه التجارة على غانا، حيث تستلم غانا ما يقارب من 15 مليون قطعة ملابس أسبوعياً، وتبلغ نسبة الملابس غير القابلة للاستخدام 50% من هذه الملابس المستوردة، بينما يتم التخلص من الملابس غير القابلة للاستخدام في المغاسل العامة غير المجهزة.

وظهر ذلك في نتائج العينات الهوائية التي تم أخذها من مغاسل أكرا التي أظهرت مستويات عالية وخطيرة من المواد السامة والمسرطنة في الهواء الداخلي، ولا يقتصر الأمر على تلوث الهواء فقط، بل تلوث البلاستيك أيضاً، حيث تدخل الألياف الصناعية من البوليستر في صناعة الملابس، مما يتسبب في تلوث بلاستيكي يخنق سواحل المياه والأنهار في هذه البلدان.

وصعدت العديد من النداءات والمبادرات تدعو الأفراد إلى مد فترة استخدام الملابس وعدم التخلص منها لظهور موضة جديدة، وليس من الضروري اقتناء كل ما هو جديد والذي قد لا يناسب ثقافتهم، وقدر الخبراء أن زيادة عمر الملابس يقلل من الانبعاثات الحرارية بـ 44%، وظهرت مبادرات أخرى تنادي بأولوية الحفاظ على البيئة من خلال الجمعة الخضراء التي تدعو الناس إلى التروي في شراء المنتجات والتأكد من الاحتياج الفعلي لها وليس الشراء نظراً لانخفاض الأسعار، ويظهر هنا أهمية السلوك المجتمعي وأثره على الاقتصاد والبيئة، وضرورة نشر الوعي بين المستهلكين به وكيف تقوم الشركات بتحفيزهم ودفعهم إلى الشراء القهري.