يوما بعد يوما تتزايد الأبحاث والدراسات التى تثبت أن السيدات هن الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية وكانت واحدة من

الأمم المتحدة,التغيرات المناخية,تغير المناخ



أخضر: المرأة الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ

FirstBank

يومًا بعد يومًا تتزايد الأبحاث والدراسات التى تثبت أن السيدات هن الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية، وكانت واحدة من أبرزها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذى يري أن تأثيرات تغير المناخ ليست محايدة بين الجنسين.

فوفقًا لبيان الأمم المتحدة الصادر في اليوم العالمي للمرأة بمارس الماضي، فإن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، وذلك يرجع إلى كونهن يُشكلن غالبية فقراء العالم، ويعتمدن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ أكثر من غيرها.

حيث يؤدي تغير المناخ إلى زيادة التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعود ذلك إلى أنه في مختلف أنحاء العالم تتحمل النساء مسؤولية غير متكافئة عن تأمين الغذاء والماء والوقود، وهي مهام تُصبح أكثر صعوبة واستهلاكًا للوقت مع أزمة التغير المناخي.

وقد تؤدي ندرة الموارد وضرورة السفر لمسافات أبعد للحصول عليها إلى تعريض النساء لمزيد من العنف، بما في ذلك عوامل الخطر المتزايدة المرتبطة بالاتجار بالبشر، أو زواج الأطفال.

وتمتد تداعيات التغير المناخي إلى الكثير من النواحي التى تُحدث تأثيرًا كبيرًا بالنساء عن غيرهم من الذكور، فمثلًا، تغير المناخ يؤثر على صحة الأفراد بلاشك فى ذلك، إلا أن التأثير السلبي يتباين فيما بين الذكور والإناث ويكون أكثر حدة على النساء.

كما أنه في أوقات الأزمات مثل الكوارث المناخية، يؤدي النزوح القسري والهجرة إلى زيادة تفاقم الظلم الذي تتعرض له النساء والفتيات، ويجعلهن عرضه لخطر أكبر هو الاغتصاب والتحرش والاستغلال الجنسي، والاتجار بالبشر، والاستغلال نتيجة تعطل خدمات الحماية والشرطة الأساسية، وعليه؛ فهن أقل قدرة على مواجهة تأثيرات تغير المناخ.

كما يمتد التأثير لأمنهن الغذائي، وبالأخص النساء الحوامل، ووفقًا لدراسة المفوضية السامية لحقوق الإنسان تحت عنوان الإجراءات المناخية المراعية للاعتبارات النوعية، فإن النساء الحوامل والمرضعات أكثر الفئات عرضة لانعدام الأمن الغذائي الناتج عن تغيّر المناخ، حيث أن المخاطر الكثيرة التي تهدد الأرض والمياه والكائنات وسبل العيش تؤثربشكل كبير على النساء اللواتي يعملن في الأرض أو يعتمدن على النظم الإيكولوجية لإعالة أسرهن، كما أن مياه الشرب الأكثر ملوحة قد تسبب ولادات مبكرة ووفيات أمهات وأطفال حديثي الولادة.

ولم تتوقف التأثيرات عند ذلك الحد، حيث يُمكن ان تؤدي تلك الأزمة إلى مخاطر كبرى تتمثل في الضرب والخطف والتنكيل بأطفالها، علاوة على الاعتداءات الجنسية، فوفقًا لتقديرات الأمم المتحدة عام 2018، فإن 80% من النازحين بسبب التغير المناخي كن من النساء، وبالتالي تتعرض المرأة النازحة إلى مخاطر كبرى تتمثل فى كل ما سبق كمقابل تدفعه المرأة النازحة لتمكينها من استكمال هجرتها دون قتلها أو خطف أولادها مثلًا أو حتى لتمكينها من الغذاء والماء، في ظل غياب تام لنظم الحماية الاجتماعية.

وعليه؛ يجب على الدول تبني سياسات مناخية تكون أكثر مراعاة للمرأة، مع تدشين الأسس القانونية لتعميم المنظور النوعي في تغير المناخ وسياسة إدارة مخاطر الكوارث.