أصبحت أزمة التغير المناخي تمثل تهديدا خطيرا على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة خاصة وإن لها مخاطر مركبة وممت

أخضر,أزمة التغير المناخي,مخاطر مركبة



أخضر: التغير المناخي ومستقبل الغذاء

FirstBank

أصبحت أزمة التغير المناخي تمثل تهديدًا خطيرًا على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، خاصة وإن لها مخاطر مركبة وممتدة، حيث أنها تضر التربة وجودتها ونظم الآفات والأنماط المختلفة للنمو، بالإضافة إلى أنها تتسبب فى تدهور الأراضي الزراعية وانخفاض التنوع البيولوجي، الأمر الذى يتطلب معه بناء أنظمة غذائية مرنة لمجابهة تلك المتغيرات.

وزادت ظاهرة التغير المناخي من حدة الأمن الغذائي والنظم الغذائية غير المستدامة وما تبعها من سوء سلامة التغذية وانتشار الأمراض.

وتصل التبعات الصحية للتغيرات المناخية إلى زيادة الإصابات الناجمة من سوء التغذية، وهو ما تكشفه منظمة الصحة العالمية، فوفقًا لتقديراتها فإن نحو 600 مليون شخص، أي ما يعادل 7.5% من إجمالي سكان العالم يصابون بالأمراض على ضوء تناول الأغذية الملوثة، ويموت من تلك الأعداد نحو 420 ألفا.

وتمتد تداعيات التغير المناخي إلى الأرض، حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الأمن المائي، وهو ما يؤدى إلى تغير الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما يؤثر بدوره على سلامة الأغذية، بالإضافة إلى تأثيره على النظم البيئية عبر الإخلال بالتوازن بين المحاصيل من ناحية والآفات الضارة من ناحية أخرى.

وتؤثر أزمة التغير المناخي بشكل هائل على الإنتاج الحيواني، حيث تنعكس الأمطار الغزيرة والفيضانات بشكل سلبي على صحة الحيوانات لما تنقله تلك الظواهر الطبيعية من أمراض، كما تؤثر أيضًا موجات الحر الشديدة، وخير مثال على هذا، نفوق أكثر من 17 مليون طائر فى الهند، وذلك على خلفية موجات الحر الشديدة التى شهدتها فى منتصف 2015.

ويتعلق التغير المناخي بالزيادة السكانية، حيث أنه مع نشوء طلبًا متزايدًا على الغذاء كنتيجة طبيعية للزيادة السكانية، أصبح هناك توجه نحو الاستخدام المكثف للكيماويات الزراعية، مثل مبيدات الآفات والأسمدة؛ بهدف زيادة الإنتاج الزراعي وكذلك تعزيز الثروة الحيوانية.

وهو ما يؤدي بدوره لتدمير أكثر من نصف محاصيل العالم عن طريق الحشرات الضارة والأمراض، وعليه؛ تخفيض إنتاجية المحاصيل، كما يقلل من جودة التربة بسبب زيادة عمليات التعرية.

كما يرتبط استخدام المبيدات الكيماوية بالتلوث الكيميائي، حيث قد يؤدى للعديد من الأمراض وعلى رأسها السرطان ومشكلات الإنجاب وتلف الجهاز التنفسي.

وتؤثر التغيرات المناخية بشكل أكبر على النساء، حيث أشار تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة ومستويات أعلى من السمنة، فمن بين 690 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم هناك 60% منهم نساء.

وهو ما يفرض بدوره تحديات كبيرة على الدول، حيث لابد من اتخاذ عدة تدابير استباقية للتكيف مع تلك الأزمة، أهمها أن تعمل الدول التى تعتمد إستيراد الغذاء بشكل رئيسي على دعم البحث العلمى والابتكار التكنولوجى لتحسين إنتاج المحاصيل سواء فى الدول التى لديها إمكانات للإنتاج والتصدير أو الدول المصدرة الحالية.

ويتعين عليها أيضًا توفير التكنولوجيا اللازمة لتطوير المعدات والمرافق اللازمة للحد من خسائر التخزين .

كما ينبغى أن تقوم الحكومات بدعم مراكز البحوث الدولية للأغذية وبالتالى يمكن لهذه الدول توفير المنح الدراسية والبحثية للدكتوراه فى هذا المجال، بالإضافة إلى الشروع فى إيجاد نظام متطور لتخزين المواد الغذائية.