قاموس «First».. ماذا تعرف عن المؤشر العالمي لتنمية الشباب؟
First Bank

يُعرف المؤشر العالمي لتنمية الشباب بأنه أداة تحليلية دولية تقيّم أوضاع الشباب في مختلف أنحاء العالم، ويرصد هذا المؤشر مدى تقدم الدول في دعم الشباب من خلال خمسة مجالات رئيسية وهي: التعليم، والصحة، والتوظيف، والمشاركة السياسية، والمشاركة المجتمعية، ويُعطي المؤشر تقييم يتراوح بين 0 و1، حيث يشير الرقم الأقرب إلى 1 إلى بيئة أكثر دعمًا وتطورًا للشباب.
وظهر المؤشر نتيجة الحاجة إلى فهم الواقع الذي يعيشه الشباب بعيدًا عن التقديرات العامة، حيث لم تعد المؤشرات الاقتصادية وحدها كافية، وفئة الشباب تحتاج إلى تقييم خاص يعكس احتياجاتها وتحدياتها وفرصها، لذلك، جاء هذا المؤشر ليمنح الحكومات والمجتمعات أداة علمية تقيس مدى نجاح السياسات والبرامج الموجهة نحو هذه الفئة الحيوية.
وأدى ظهور المؤشر إلى تحفيز الدول على مراجعة خططها التنموية ومراعاة احتياجات الشباب بشكل أعمق، إذ عندما تجد دولة نفسها في مركز متأخر، تبدأ مباشرةً بمراجعة السياسات وتطوير المبادرات الجديدة، كما يساعد هذا المؤشر المؤسسات الدولية والجهات المانحة على توجيه الدعم نحو الدول التي تحتاج إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال.
وأطلقت منظمة الكومنولث المؤشر لأول مرة في عام 2016، ليكون مرجعًا دوليًا موثوقًا في مجال تنمية الشباب، وتعمل المنظمة على تحديث المؤشر كل أربع سنوات بالتعاون مع مؤسسات عالمية مثل البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمات الأمم المتحدة.
وتتصدر دول مثل النرويج ونيوزيلندا وسنغافورة المؤشر العالمي للشباب، وذلك بفضل استثماراتها المستمرة في التعليم والصحة وفرص العمل، أما في العالم العربي، فقد سجلت مصر تقدمًا كبيرًا في تقرير 2024، إذ قفزت 22 مرتبة لتحتل المركز 99 عالميًا، نتيجة لتحسين البنية التحتية الشبابية، وزيادة فرص التدريب والتوظيف، وتعزيز المشاركة المجتمعية.
ويدفع المؤشر العالمي لتنمية الشباب صناع القرار إلى النظر بجدية في احتياجات الجيل القادم، حيث أنه لا يكتفي فقط بعرض الأرقام، بل يطرح أسئلة مهمة على كل مجتمع: هل نقدّم ما يكفي لشبابنا؟، هل نمكّنهم من المساهمة في التنمية؟، ومع كل تقرير تقترب الدول أكثر من بناء سياسات تستجيب للتحديات وتستثمر في طاقات الشباب بوصفهم ركيزة المستقبل ومحرك التغيير.