قاموس «First».. ماذا تعرف عن التوأم الرقمي؟

يشير مصطلح التوأم الرقمي إلى نموذج رقمي متكامل لكائن مادي مثل نظامًا أو منتجًا أو عملية في العالم الحقيقي، ويرتبط به عبر أجهزة استشعار وشبكات رقمية تتيح جمع وتحليل البيانات بشكل لحظي، ولا يكتفي هذا التوأم بالمحاكاة، بل يشارك في التنبؤ والتقييم واتخاذ القرار، ما يجعله أداة محورية في الثورة الصناعية الرابعة.
وتزايدت الحاجة إلى التوأم الرقمي نتيجة لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، وخاصة مع تعقيد الأنظمة الصناعية والبنية التحتية، برزت الحاجة لأدوات قادرة على مراقبة الأداء بدقة وتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف والمخاطر، كما أسهمت التحولات الرقمية المتسارعة في تعزيز الاعتماد على النماذج الرقمية الدقيقة للتخطيط والتشغيل.
وتبرز أهمية التوأم الرقمي في كونه وسيلة فعالة لفهم الأنظمة المعقدة وتحسين أدائها، مما يسهم في تقليل الأخطاء، وتحسين كفاءة التشغيل، حيث يسمح التوأم الرقمي بمحاكاة الواقع بدقة، ما يتيح للمهندسين والأطباء والمديرين اختبار مختلف السيناريوهات دون التأثير على النظام الفعلي، فهو يسمح باتخاذ قرارات مدروسة بسرعة أعلى، ما يعزز الابتكار والتطوير المستدام.
وتتعدد استخدامات التوأم الرقمي في مختلف القطاعات، ففي الصناعة، يُستخدم لمراقبة خطوط الإنتاج وتوقع الأعطال قبل وقوعها، وفي الرعاية الصحية، يمكن تطوير توأم رقمي لجسم المريض لمحاكاة تأثيرات العلاج قبل تطبيقها، وفي المدن الذكية، يُعتمد عليه لتحليل تدفق المرور وتحسين استهلاك الطاقة، وحتى في الفضاء، يُستخدم التوأم الرقمي في محاكاة أداء المركبات الفضائية قبل الإطلاق.
تؤكد هذه التحولات الرقمية أن التوأم الرقمي ليس مجرد تقنية عابرة، بل هو بوابة نحو مستقبل أكثر تكاملًا بين العالمين المادي والافتراضي، وبينما يتسارع التطور في هذا المجال، يتعين على الأفراد والمؤسسات مواكبة هذا التحول، والاستعداد لمجتمع تقوده البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث يصبح كل شيء في الواقع له نظير رقمي يحاكيه ويتفاعل معه.