قاموس «First».. ماذا تعرف عن مؤشر الانكشاف الاقتصادي؟
First Bank
يعكس مؤشر الانكشاف الاقتصادي مدى ارتباط اقتصاد الدولة بالعالم الخارجي، من خلال قياس نسبة الصادرات والواردات إلى الناتج المحلي الإجمالي، ويستخدم هذا المؤشر لتقدير درجة التبعية الاقتصادية، ويُعد أداة حيوية لفهم مدى هشاشة الاقتصاد أمام الصدمات الخارجية مثل تقلبات الأسعار العالمية أو الأزمات المالية.
ويقيس المؤشر نسبة مجموع الصادرات والواردات إلى الناتج المحلي الإجمالي، وفي حالة ارتفاع هذه النسبة، دلّ ذلك على أن الدولة تعتمد بشكل كبير على العالم الخارجي في تلبية احتياجاتها وتحقيق دخلها القومي، ما يجعلها أكثر عرضة للتقلبات الاقتصادية العالمية.
وأدى استخدام هذا المؤشر إلى كشف التبعية المفرطة لبعض الدول للاقتصاد العالمي، كما ساعد صانعي القرار في تطوير سياسات تهدف إلى تقوية السوق المحلية وتخفيف الاعتماد على الخارج، وتمكن المستثمرين والباحثين باستخدام هذا المؤشر من تقييم المخاطر المتعلقة بالدول التي ترتفع فيها نسبة الانكشاف.
وشهدت فترة الستينيات أول تطبيق فعلي لمؤشر الانكشاف الاقتصادي في دراسات اقتصادية قامت بها منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، واستخدم الباحثون المؤشر لتقييم مدى تأثر الدول النامية بالتجارة الخارجية، ولاحقاً تبنّته مؤسسات دولية كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي ضمن أدواتها التحليلية.
وأظهر المؤشر أن اقتصادات مثل سنغافورة تعتمد بشكل شبه كلي على التجارة، إذ تتجاوز نسبة الصادرات والواردات فيها أضعاف الناتج المحلي، في المقابل، تبين أن دولة مثل الولايات المتحدة أقل انكشافاً بسبب حجم سوقها الداخلي الكبير، أما دول مثل تونس أو الأردن، فظهر أنها ذات انكشاف مرتفع نسبياً، ما يجعلها حساسة لتقلبات الأسواق الخارجية.
ودفع ارتفاع مؤشر الانكشاف في عدد من الدول إلى تبني استراتيجيات تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على قطاع واحد، فعلى سبيل المثال، بدأت بعض الدول الخليجية في تقليل الاعتماد على النفط بعد أن كشف المؤشر هشاشتها أمام تذبذب الأسعار.
ويبقى مؤشر الانكشاف الاقتصادي أداة لا غنى عنها في تقييم مدى التبعية الاقتصادية للدول، وخاصة مع تزايد التشابك في الاقتصاد العالمي، تزداد أهمية هذا المؤشر في فهم واقع الدول الاقتصادي، والتخطيط لمستقبل أكثر توازناً واستقلالية.
