FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قاموس «First».. ماذا تعرف عن الفقر متعدد الأبعاد؟

FirstBank

يشير مصطلح الفقر متعدد الأبعاد إلى شكل من أشكال الفقر لا يقتصر على انخفاض الدخل فقط، بل يتعداه ليشمل مجموعة من أوجه الحرمان التي تؤثر على جودة حياة الإنسان ويعكس هذا المفهوم واقعًا أكثر شمولًا للفقر، حيث لا يكفي أن يكون لدى الفرد دخل محدود ليُعتبر فقيرًا، بل يُنظر أيضًا إلى ما إذا كان يتمتع بالفرص والخدمات الأساسية التي تضمن له حياة كريمة وآمنة.

وظهر مصطلح الفقر متعدد الأبعاد ليكسر الصورة النمطية التي اقتصرت الفقر في مجرد غياب الدخل، فبدلًا من قياس الفقر فقط على أساس ما يملكه الأفراد من مال، يتوسع هذا المفهوم ليشمل عناصر حياتية أساسية مثل التعليم، الصحة، والسكن وظروف المعيشة، وهذا النوع من الفقر لا يقتصر على الجوع أو قلة المال، بل يشمل الحرمان من الحقوق والفرص التي تمكّن الإنسان من العيش بكرامة.

وشهد عام 2010 إطلاق مؤشر الفقر متعدد الأبعاد (MPI) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بقيادة الباحثة سابينا ألكاير، التي تُعد من أبرز من رسخوا هذا المفهوم عالميًا،.

ويعتمد مؤشر الفقر على ثلاثة أبعاد رئيسية: الصحة، والتعليم، ومستوى المعيشة، ويتفرع كل بُعد إلى مؤشرات تفصيلية مثل: التغذية، ووفيات الأطفال، وسنوات الدراسة، والالتحاق بالمدارس، ونوعية السكن، والمياه، والكهرباء، والمرافق الصحية، وامتلاك الأصول، وإذا حُرم الفرد من أكثر من ثلث هذه المؤشرات، يُعد مصابًا بالفقر متعدد الأبعاد، ويتم احتساب المؤشر على مستوى الأفراد وليس الأسر، مما يوفر صورة أكثر دقة للفقر الحقيقي.

ويعاني عدد كبير من الناس حول العالم من الفقر متعدد الأبعاد، ووفقًا لتقرير عام 2023، يعيش نحو 1.1 مليار شخص، أي ما يزيد عن 18% من سكان العالم، في فقر متعدد الأبعاد ضمن 110 دولة، وتتركز النسبة الأكبر منهم في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

وتشير البيانات إلى أن الأطفال دون سن 18 عامًا يشكلون نصف عدد الفقراء وفقًا لهذا المؤشر، حيث تبلغ نسبة الفقر بينهم 27.7%، مقارنة بنسبة 13.4% بين البالغين، كما يُلاحظ أن الفقر يؤثر بشكل أساسي على سكان المناطق الريفية، إذ يعيش نحو 84% من إجمالي الفقراء في هذه المناطق.

يتطلب الفقر متعدد الأبعاد من صناع السياسات اتباع نهج شامل ومتكامل، يتجاوز تقديم الدعم المالي المباشر، ليشمل تحسين البنية التحتية، وتوفير خدمات التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية، فمكافحة الفقر لا تقتصر على زيادة الدخل فحسب، بل تهدف إلى تمكين الأفراد من خلال بناء إنسان يتمتع بصحة جيدة، وتعليم مناسب، وقدرة على المشاركة الفاعلة في الإنتاج والتنمية.