تأسس بنك ريسونا الياباني في عام 1918 تحت اسم أوساكا نومورا ومر عبر عدة مراحل تطور واندماجات مصرفية كان أبر

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



مؤسسات عملاقة: بنك ريسونا الياباني.. من حافة الانهيار إلى الريادة المصرفية العالمية

FirstBank

تأسس بنك ريسونا الياباني في عام 1918 تحت اسم "أوساكا نومورا"، ومر عبر عدة مراحل تطور واندماجات مصرفية، كان أبرزها مع بنكي "دايوا" و"أساهي"، حتى تم تأسيس مجموعة ريسونا القابضة رسميًا في عام 2002، وتأسيس بنك ريسونا نفسه في 2003.

واجه البنك أزمة مالية حادة في ذلك العام كادت تطيح به، إلا أن تدخل الحكومة اليابانية عبر خطة إنقاذ ضخمة بلغت قيمتها نحو 1.96 تريليون ين أعاد إليه التوازن، وقاد هذا التحول المصرفي "إيجي هوسويا" الذي أعاد بناء الهيكل الإداري والثقافة المؤسسية بسرعة وفعالية، ليصبح البنك بعدها مثالًا في الإصلاح والانضباط المالي.

منذ ذلك الحين، تطور بنك ريسونا ليصبح رابع أكبر بنك في اليابان من حيث حجم الأصول، والتي بلغت أكثر من 77 تريليون ين، مع تركيز واضح على دعم الاقتصاد الحقيقي، حيث تُمثل قروض الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 80% من محفظته التمويلية.

وساهمت هذه السياسة في تمكين آلاف الشركات من التوسع، لا سيما في ظل التحولات الاقتصادية التي فرضها التضخم والتحول الرقمي. كما يمتلك البنك شبكة فروع ضخمة تضم أكثر من 300 فرعًا داخل اليابان، بالإضافة إلى علاقات خارجية وشراكات مصرفية في إندونيسيا ودول آسيوية أخرى، ما يجعله بنكًا محليًا، لكنه بإشعاع إقليمي ودولي.

في السنوات الأخيرة، أصبح بنك ريسونا من أبرز البنوك اليابانية التي تتبنى استراتيجيات الاستدامة، حيث وضع خارطة طريق واضحة للحياد الكربوني بحلول 2030، ونجح بالفعل في تقليل انبعاثاته بنسبة 43% منذ عام 2013، كما قدم منتجات مالية خضراء، بما في ذلك قروض عقارية موجهة للمباني ذات الكفاءة الطاقية العالية، ودعم مشاريع البناء المستدام.

وفي الإطار المجتمعي، حصل البنك على جوائز مرموقة في مجالات التنوع والدمج المجتمعي، منها جائزة J Win للتنوع وتصنيف "الذهبي" في مؤشر PRIDE الخاص بدعم الفئات المجتمعية المختلفة.

أما على صعيد التحول الرقمي، فقد قاد البنك واحدة من أنجح استراتيجيات الرقمنة في القطاع المالي الياباني، فمنذ 2019، تبنى نظامًا تقنيًا متقدمًا دمج بين الفروع التقليدية والمنصات الرقمية، واعتمد تقنيات حديثة مثل Kubernetes وDev Ops لتسريع عمليات التطوير الداخلية، مما ساعده على تقديم خدمات رقمية متقدمة تقلل الحاجة لزيارة الفروع.

وقد تم تصنيفه ضمن قائمة DX Stock المرموقة من بورصة طوكيو، ما يعكس تميّزه في التحديث التقني وتجربة العملاء.

بنك ريسونا يُعد نموذجًا مصرفيًا متطورًا يوازن بين الأداء المالي القوي، والدور المجتمعي الفاعل، والالتزام البيئي، والابتكار الرقمي، وبعد أن خرج من أزمة كادت أن تطيح به في بدايات الألفية، أصبح اليوم مؤسسة مالية رائدة تستعد للعب دور قيادي في مستقبل التمويل المستدام في اليابان وآسيا.