رئيس مجموعة الأمن السيبراني بـ«الأهلي المصري»: ندرس إطلاق مسار جديد في مكافحة الاحتيال الإلكتروني «Cyber Fraud» لتطوير مهارات العاملين

قالت عبير خضر، رئيس مجموعة الأمن السيبراني بالبنك الأهلي المصري، إن البنك يدرس حاليًا إطلاق مسار جديد متخصص في مكافحة الاحتيال الإلكتروني (Cyber Fraud) لتطوير مهارات فرق الأمن السيبراني في هذا المجال الحيوي. وجاء ذلك خلال كلمتها في الجلسة الثانية من مؤتمر الناس والبنوك في نسخته التاسعة عشر المنعقد اليوم، والتي تتناول مستقبل القطاع المصرفي والخدمات المالية في ظل التحول الرقمي المتسارع واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تفرضها هذه التحولات على البنوك والمؤسسات المالية المواجهة التهديدات الإلكترونية.
وذكرت “خضر” أن محور الأمن السيبراني أصبح من أهم المحاور الاستراتيجية داخل البنك، خاصة في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي واتجاه القطاع المصرفي نحو الخدمات الرقمية الكاملة، مشيرة إلى أن أهمية الأمن السيبراني تتزايد عامًا بعد عام مع تطور التهديدات الإلكترونية.
واضافت «خضر» أن البنك الأهلي المصري يضع الأمن السيبراني في مقدمة أولوياته، من خلال تطبيق حلول تقنية متقدمة واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الهجمات الإلكترونية المتطورة، إلى جانب الاهتمام بتوعية الموظفين والعملاء بمخاطر الهجمات السيبرانية وطرق التصدي لها.
وأوضحت أن التهديدات أصبحت أكثر تعقيدًا من السابق، ولم تعد تقتصر على رسائل الاحتيال التقليدية (Phishing Emails)، بل ظهرت تهديدات تتعلق بسلاسل التوريد في الأمن السيبراني، حيث يمكن أن تمتد المخاطر عبر أطراف خارجية ومقدمي خدمات برمجية.
وأشارت إلى أن هناك تقارير دولية مثل "تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي"، والذي سلط الضوء على تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي العميق (Deepfake) في عمليات الاحتيال وخداع موظفي البنوك والعملاء.
وشددت على أن البنك الأهلي المصري يتعامل مع هذه التحديات عبر عدة محاور تشمل رفع الوعي الأمني، إذ ينفذ البنك برامج توعوية مبتكرة داخل فروعه ومبانيه الرئيسية من خلال أنشطة تفاعلية مثل "غرفة الهروب" (Escape Room) لتقريب مفاهيم الأمن السيبراني بطريقة مبسطة وجاذبة، مؤكدة أن العنصر البشري يمثل الحلقة الأقوى في حماية البيانات متى توافر لديه الوعي والمعرفة الكافية.
وأضافت أن البنك أطلق أيضًا حملات توعية داخلية متعددة تشمل مقاطع فيديو توضيحية تشرح كيفية التعامل الآمن مع الأنظمة الرقمية، كما يولي أهمية كبيرة لتدريب فرق تكنولوجيا المعلومات (IT) التي تمتلك صلاحيات عالية لضمان إدراكهم الكامل لمستوى المخاطر والمسؤوليات المترتبة على مهامهم.
وفيما يخص توعية العملاء، كشفت «خضر» أن البنك أطلق مؤخرًا حملة توعية جديدة من خلال دمج رسائل التوعية الأمنية في عمل درامي يعرض الآن في بعض المنصات تحت عنوان «لينك»، وهي فكرة نُفذت لأول مرة في القطاع المصرفي المصري بهدف إيصال الرسائل التوعوية بطريقة قريبة من الجمهور.
وأوضحت أن الدراما تُظهر كيف يمكن للاحتيال الإلكتروني أن يحدث في لحظة واحدة ويؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد وأسرهم.
كما أشارت إلى أن اهتمام البنك بتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، إذ تعاون البنك مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر بروتوكول "MBTI Cyber Academy" لتدريب الكوادر على اختبارات الاختراق وأساليب التصدي للهجمات الإلكترونية.
واختتمت عبير خضر كلمتها بالتأكيد على أن الأمن السيبراني لم يعد مادة تقنية فحسب، بل ثقافة ووعي وسلوك يومي يجب أن يترسخ لدى الموظف والعميل على حد سواء، مشيرة إلى أن البنك الأهلي سيواصل الاستثمار في العنصر البشري والتكنولوجيا معًا لتحقيق منظومة حماية متكاملة تعزز الثقة في التحول الرقمي الآمن.