يشير مصطلح فجوة الناتج إلى الفارق بين ما يفترض أن ينتجه الاقتصاد إذا استغلت موارده بكفاءة كاملة وبين ما ينتج ف

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قاموس «First».. ماذا تعني فجوة الناتج؟

FirstBank

يُشير مصطلح فجوة الناتج إلى الفارق بين ما يُفترض أن ينتجه الاقتصاد إذا استُغلت موارده بكفاءة كاملة، وبين ما يُنتج فعليًا في الوقت الراهن، وبعبارة أخرى، هي الفرق بين الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، والناتج المحلي المحتمل، الذي يمكن أن يتحقق إذا كانت كل الموارد تعمل بكامل طاقتها دون أن تؤدي إلى تضخم.

ويشير هذا المفهوم إلى أن لكل اقتصاد طاقة إنتاجية قصوى يمكن أن يعمل عندها بكفاءة دون أن يسبب ضغوطًا تضخمية، وعندما يتجاوز الأداء الاقتصادي هذا الحد أو ينخفض عنه، تظهر فجوة تُشير إلى خلل خفي قد لا يكون واضحًا مباشرة، لكنه يترك أثره على النمو، والوظائف، والاستقرار العام في الأسواق.

وظهر استخدام مصطلح فجوة الناتج لأول مرة بشكل واسع في منتصف القرن العشرين، خاصة بعد الكساد الكبير (1930)، عندما بدأ الاقتصاديون بدراسة بين ما يجب أن يقدمه الاقتصاد وما يقدمه فعليًا.

وترتبط أسباب ظهور فجوة الناتج بعدد كبير من العوامل، وتختلف بحسب ما إذا كانت الفجوة سالبة أم موجبة، فعندما يعاني الاقتصاد من انخفاض في الاستثمارات، أو تراجع في الإنتاجية، أو ضعف في الاستهلاك والطلب الكلي، تظهر فجوة سالبة تعكس ركودًا أو تباطؤًا اقتصاديًا.

أما الفجوة الموجبة فتظهر غالبًا في فترات الانتعاش المبالغ فيه أو فترات الفقاعات الاقتصادية، عندما يرتفع الطلب بشكل مفرط وتتجاوز معدلات الإنتاج الحدود الآمنة، وفي الحالتين، تساهم التوترات السياسية، والتغيرات المفاجئة في أسعار السلع العالمية، والتقلبات في الأسواق المالية في تضخيم هذه الفجوة.

وتساعد فجوة الناتج صناع السياسات الاقتصادية، خاصة في البنوك المركزية ووزارات المالية، على فهم ما إذا كان الاقتصاد يحتاج إلى تحفيز أم إلى تباطؤ، حيث أن الفجوة السالبة تعني أن الناتج الفعلي أقل من المحتمل، وفي هذه الحالة يكون هناك تباطؤ اقتصادي، وهو ما يتطلب تدخلًا لتحفيز النمو، سواء عبر خفض أسعار الفائدة أو زيادة الإنفاق الحكومي.

وعلى العكس من ذلك، إذا كانت الفجوة موجبة، فهذا مؤشر على أن الاقتصاد ينتج أكثر من قدرته الطبيعية، وهو ما يخلق ضغوطًا تضخمية قد تقود إلى ارتفاع الأسعار وفقدان الاستقرار، في مثل هذه الحالة، يتوجب على السلطات التدخل من خلال تقليل السيولة أو رفع أسعار الفائدة.

وتكشف فجوة الناتج  ما لا يُذكر في التقارير الاقتصادية، فقد يبدو الاقتصاد في حالة مستقرة على السطح، بينما يُخفي فجوة تنذر بمشكلات قادمة أو فرص ضائعة، لذلك، لا تقتصر أهمية هذا المفهوم على صناع القرار فقط، بل يحتاجه أيضًا كل من يسعى لفهم الاتجاهات الاقتصادية، سواء كان مستثمرًا، أو رجل أعمال، أو حتى مواطنًا يتابع مصير دخله ومدخراته.

وتؤكد فجوة الناتج أن الاقتصاد ليس فقط أرقامًا تُسجل في التقارير، بل حالة حقيقية يعيشها الناس وتنعكس على فرص العمل، ومستوى الدخل، وحركة الأسواق. فقد يبدو الاقتصاد في وضع جيد من الخارج، لكن وجود فجوة ناتج يعني أن هناك موارد غير مستغلة، أو طاقات معطّلة، أو اختلالات تتطلب المعالجة.