مؤشر الحصص: «العربي الافريقي» يعزز موقعه في نادي الكبار ويقتنص لقب خامس أكبر بنك في القروض من بنك القاهرة

يشهد القطاع المصرفي واحدة من أكثر المنافسات حدة على مدار السنوات الأخيرة بين إثنين من أبرز اللاعبين في السوق المصري، وهما البنك العربي الأفريقي الدولي وبنك القاهرة، فمُنذ 2021 تحولت المنافسة بينهما إلى صراع مفتوح على لقب خامس أكبر بنك في السوق من حيث حجم التمويلات، في ظل تقارب غير مسبوق في الأرقام.

وإذا عُدنا إلى نهاية 2021، سنجد أن بنك القاهرة كان يتفوق بفارق كبير بلغ 20.38 مليار جنيه على البنك العربي الافريقي، حيث بلغ إجمالي تمويلات «القاهرة» للعملاء 106.60 مليار جنيه، مقابل 86.22 مليار جنيه لـ«العربي الافريقي».

إلا أن السنوات التالية كشفت عن تحول تدريجي في المشهد؛ حيث تمكن العربي الافريقي من تقليص الفجوة بشكل مستمر عبر تحقيق معدلات نمو أعلى، ليهبط الفارق من 20.38 مليار جنيه في 2021 إلى 653 مليون جنيه فقط بنهاية منتصف 2023.

ولم يدم طويلًا هذا الاقتراب الكبير من نقطة التعادل، حيث تمكن بنك القاهرة أن يستعيد تفوقه مجددًا في نهاية 2023 بفارق يناهز 19.53 مليار جنيه، مستفيدًا من نمو قوي في محفظة تمويلاته للعملاء.

إلا أن البنك العربي الافريقي الدولي عاد بقوة ليثبت قدرته على المنافسة عبر قفزة استثنائية في يونيو 2024 جعلته يتجاوز القاهرة بفارق طفيف، قبل أن يعود القاهرة للصدارة قبل نهاية العام.

ومع ذلك، جاءت النتائج النصف سنوية في يونيو 2025، لتعيد «العربي الافريقي» إلى الصدارة بفارق تجاوز الـ845.54 مليون جنيه بنهاية يونيو 2025، وهو فارق ضئيل لكنه يعكس شراسة المنافسة وتوازن القوى بين الطرفين.

وقفز إجمالي تمويلات البنك العربي الافريقي للعملاء إلى 222.54 مليار جنيه بنهاية يونيو 2025، مقابل 202.09 مليار جنيه بنهاية 2024، مما يُمثل نموًا بحوالي 10.1%، وزيادة قدرها 20.45 مليار جنيه.

وفي المقابل، ارتفع إجمالي قروض البنك للعملاء ببنك القاهرة بنحو 5.1% خلال النصف الأول من العام الجاري، ليسجل 221.7 مليار جنيه بنهاية يونيو 2025، مقابل 210.95 مليار جنيه بنهاية 2024، بزيادة قُدرت بحوالي 10.75 مليار جنيه.

ويكشف تحليل توجهات البنكين في التمويل عن اختلاف جوهري في الاستراتيجيات، حيث يُظهر البنك العربي الأفريقي الدولي تركيزًا أكبر على التمويلات الموجهة للمؤسسات (شاملة القروض الصغيرة للأنشطة الاقتصادية).

وهو ما يتضح من خلال الوزن النسبي للتمويلات الموجهة للمؤسسات لدى «العربي الافريقي»، والتي تستحوذ على نحو 87.27% من إجمالي تمويلات البنك للعملاء، مقابل 12.73% فقط لصالح الأفراد بنهاية يونيو 2025.

أما بنك القاهرة، فيتبنى نهجًا أكثر توازنًا بين الأفراد والشركات، ويبرز هذا التوجه بوضوح في توزيع محفظته، حيث تستحوذ التمويلات الموجهة للمؤسسات (شاملة القروض الصغيرة للأنشطة الاقتصادية) على نحو 57.04% من إجمالي تمويلات العملاء، في حين تمثل تمويلات الأفراد حوالي 42.96% بنهاية يونيو 2025.

وبذلك، يتضح أن المنافسة بين البنكين لا تقتصر على الأرقام فحسب، بل تعكس اختلاف الاستراتيجيات التي يتبعها كل بنك في التوسع والتمركز داخل السوق.

وختامًا، فهل سينجح البنك العربي الأفريقي الدولي في ترسيخ تقدمه والحفاظ على موقعه بين الخمسة الكبار، أم أن بنك القاهرة سيعيد ترتيب الأوراق لينتزع الصدارة من جديد؟