قاموس «First».. ما المقصود بالاقتصاد منخفض الكربون؟

يشير مصطلح الاقتصاد منخفض الكربون إلى نمط اقتصادي يهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى إلى أدنى مستوى ممكن من خلال تبني ممارسات وطاقات منخفضة الانبعاث مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والنقل الكهربائي، وتحسين كفاءة الطاقة في الصناعة والبناء والخدمات .
ويعكس التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون ضرورة بيئية لاحتواء تغير المناخ، وإنقاذ النظام البيئي، والحفاظ على صحة الإنسان، كما يكشف أهمية اقتصادية واضحة، إذ ترتبط خفض الانبعاثات بنمو اقتصادي يتجاوز الأطر التقليدية، ويمكن أن يؤدي التحول بنحو منظم وعادل نحو صافي انبعاثات صفر بحلول عام 2050 إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنحو 7 ٪ مقارنة بالسياسات الحالية .
ويركز هذا الاقتصاد على تحقيق خفض ملموس في الانبعاثات من خلال الانتقال إلى الطاقة النظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة في قطاعات متعددة، كما يسعى إلى دعم الابتكار والتكنولوجيات النظيفة كمحرك للأداء الاقتصادي وزيادة القدرة التنافسية للمؤسسات، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء، إلى جانب ذلك، يهتم ببناء بنية تحتية مستدامة قادرة على مواجهة الأزمات المناخية، وضمان أمن الطاقة من خلال الاعتماد على موارد محلية ومتجددة.
ويشمل الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون خطوات متعددة تبدأ بتقديم سياسات فعالة مثل تكامل آليات تسعير الكربون، والضرائب البيئية، وبرامج التجارة في الانبعاثات، إضافة إلى تحديد أهداف واضحة للطاقة المتجددة وكفاءة الاستخدام.
كما يشجع على الاستثمار في التكنولوجيا مثل الشبكات الذكية، وتخزين الطاقة، والنقل الكهربائي، والزراعة المستدامة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويحث التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمعات المحلية عبر مبادرات مثل "آلية الانتقال العادل" التي تضمن عدم تهميش المجتمعات التي تعتمد على الصناعات الكربونية .
ويعكس مفهوم الاقتصاد منخفض الكربون تحوّلًا عالميًا في فهم العلاقة بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، فهو لا يمثل خيارًا بيئيًا فقط، بل يشكّل فرصة اقتصادية حقيقية لإعادة تشكيل الإنتاج، وتحفيز الابتكار، وتأمين المستقبل، ومع التنفيذ المدروس والدعم المؤسسي والسياسي، يمكن تحويل التحدي المناخي إلى مسار نمو جديد، مشكّلاً بذلك نموذجًا استثماريًا واجتماعيًا أكثر توازناً واستدامة.