يشير مصطلح سوق الثيران أو ما يعرف بالسوق الصاعدة إلى فترة زمنية تشهد فيها الأسواق المالية ارتفاعا مستمرا في

FirstBank فرست بنك موقع فرست بنك فيرست بنك first bank



قاموس «First».. ما المقصود بسوق الثيران؟

FirstBank

يُشير مصطلح سوق الثيران أو ما يعرف بالسوق الصاعدة إلى فترة زمنية تشهد فيها الأسواق المالية ارتفاعًا مستمرًا في الأسعار، غالبًا بنسبة تصل إلى 20% أو أكثر، وعادةً ما تكون مصحوبة بتفاؤل واسع بين المستثمرين وتحسن في المؤشرات الاقتصادية، وعلى الرغم من أن المصطلح يُستخدم بشكل شائع في سياق سوق الأسهم، إلا أنه يُمكن أن ينطبق أيضًا على أنواع أخرى من الأصول مثل السندات، العقارات، أو السلع، عندما تظهر اتجاهات صعودية قوية في أسعارها.

وتتسم سوق الثيران بعدة خصائص رئيسية، من أبرزها الارتفاع المستمر في الأسعار على مدى فترة زمنية طويلة، كما تشهد المؤشرات الاقتصادية تحسنًا ملحوظًا، يتمثل في انخفاض معدلات البطالة، وارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة أرباح الشركات، وخلال هذه المرحلة، يزداد شعور الثقة لدى المستثمرين، مما يعزز رغبتهم في الدخول إلى الأسواق وتحمل مخاطر أكبر،وكذلك، يُلاحظ ارتفاع في حجم التداول،حيث ترتفع وتيرة شراء وبيع الأوراق المالية، كما تتسم هذه المرحلة بسهولة الوصول إلى رأس المال، حيث تجد الشركات فرصًا أوسع لتوسيع عملياتها أو طرح أسهمها للاكتتاب العام، بما يعكس ديناميكية السوق وتنوع فرص النمو المتاحة.

وتظهر سوق الثيران نتيجة تضافر عدة عوامل اقتصادية ومالية تُعزز من ثقة المستثمرين وتدفع الأسعار نحو الارتفاع، من أبرز هذه الأسباب النمو الاقتصادي القوي، حيث يسهم ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض معدلات البطالة، وزيادة الإنتاج في خلق بيئة مشجعة للاستثمار، كما تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة والسياسات النقدية التيسيرية التي تعتمدها البنوك المركزية إلى تسهيل الاقتراض، مما يعزز الإنفاق والاستثمار لدى الأفراد والشركات.

كما تُعتبر أرباح الشركات المرتفعة عاملاً رئيسيًا في جذب المستثمرين، خاصةً عندما تفوق التوقعات، إلى جانب دور الابتكار التكنولوجي الذي يُساهم في تحسين الإنتاجية وفتح أسواق جديدة، كما تلعب معنويات المستثمرين الإيجابية دورًا مهمًا، حيث يؤدي التفاؤل إلى زيادة الإقبال على الشراء، مما يعزز الاتجاه الصعودي في السوق، إضافةً إلى ذلك، قد تؤدي السياسات الحكومية الداعمة مثل التحفيز المالي أو تخفيضات الضرائب إلى تنشيط الاقتصاد ودفع الأسواق إلى الارتفاع.

ومن أبرز الأمثلة على سوق الثيران هو سوق الثيران في التسعينات، حيث كان هذا السوق الثيراني، والمعروف أيضًا باسم فقاعة الدوت كوم، مدفوعًا بالنمو السريع لقطاع الإنترنت والتكنولوجيا، واستمر من أوائل التسعينات حتى أوائل الألفية، وشهد مؤشر S&P 500 (الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة مدرجة في البورصات الأميركية) زيادة بنسبة تزيد عن 200%.

كما يُعد سوق الثيران في عام 2009 أطول سوق ثيراني في التاريخ حيث بدأ هذا السوق في مارس 2009 واستمر حتى فبراير 2020، وكان مدفوعًا بنمو الأرباح القوي، والفائدة المنخفضة، وتفاؤل المستثمرين، وشهد مؤشر S&P 500 زيادة بنسبة تزيد عن 300%.

تُعد أسواق الثيران دلالة على قوة الاقتصاد وثقة المستثمرين، إذ تتسم بارتفاع متواصل في الأسعار مدفوع بعوامل مثل نمو الأرباح، وانخفاض معدلات البطالة، وزيادة الإنفاق الاستهلاكي، وتزداد خلالها وتيرة التداول، ويتوسع النشاط الاستثماري بفعل توفر السيولة وسهولة الوصول إلى التمويل، ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه الصاعد لا يستمر إلى الأبد، إذ قد تؤدي التحولات في السياسات الاقتصادية أو الظروف العالمية إلى تغيّر مفاجئ في مسار السوق، لذلك يجب التعامل بحذر مع هذه المراحل عن طريق متابعة دقيقة للبيانات وتحليل متوازن للفرص والمخاطر.